تذوقوا... فأيقنوا..أنه الدين الحق...

تذوقوا... فأيقنوا..
أنه الدين الحق...
ينتاب الإنسان شعوران..
وهو يُنبَّأُ بخبر إسلام شخصيٍة مشهورةٍ:..
الأوّل هو الفرح لها.. لانتمائها إلى هذا الدين،...
والثاني الحزن على أنفسنا؛.. لأنّنا فقدْنا تذوقَ كثيرٍ من معاني هذا الدين العظيم؛...
إذ إنّنا نرى أن إسلام كثيرين نبع عن تأثرٍ بشيءٍ بسيطٍ.. يرتبطٍ بتعاليم هذا الدين العظيم.. تلقته نفوسهم بشغفٍ بل باندهاش،.. أمَّا نفوسنا التي نخشى أن يكونَ قد طال عليها الأمد.. فنراها لا تأبه بأعظم من هذه المعاني البسيطة.. التي دفعت من هم في ذِروة الشهرة... إلى ترك كل هذه الظلال الزائلة.. والدخول في حديقة الإسلام العَطِرة..
كيوسف إستس(http://en.wikipedia.org/wiki/Yusuf_Estes).. وميريام فرنكويس(http://en.wikipedia.org/wiki/Myriam_Francois-Cerrah).فترى تذوقهم يذكرنا كلّ يومٍ بزهْرات هذا الدين ..التي ذبل كثيرٌ منها في قلوبنا ..فيجدّد عبقَها بكلام المسلمين الجُدد.. الذين أقبلوا على هذا الدين بفطرتهم النّقية ..وعقولهم الصافية ..فوجدوا لكلّ دقيقة من دقائق الإسلام معنى يَدفع لترك كلّ شيء والتمتع بالانتماء إليه،.. وسأروي لكم قصةً عشتها مع أخٍ ياباني هو الآن دكتور باللغة العربية واسمه أحمد تاكيدا...
كنا نتجول معًا في شوارع القاهرة الصاخبة ..وفي أكثر الأماكن صَخَبًا يستوقفني ويقول لي ..محمد نريد مسجدًا للصلاة،.. وجدنا مسجدًا صغيرًا صلّينا فيه،.. وبعد الصلاة يقول لي:.. تعرف يا محمد،.. منذ دخولي الإسلام ..وإلى الآن ..عندما أقول الله أكبر مفتتحًا الصلاة ..فإنني أغادر الدنيا ..ولا أسمع كلَّ ما حولي من ضجيجٍ ..وأشعر أنني بمعية الله ..أشعر أنه يسمعني أشعر أنه يخاطبني..
وقال لي: ..سبحان الله...
يعني كل هذا الضجيج الذي حولنا الآن يغيب في لحظة سكونٍ ونحن في الصلاة...
وقال لي مرة:.. أخي،...
ما يثير مشاعري ألمًا واستغرابًا وحزنًا وغضبا.. أن أسمع إنسانا يُقسم بالله على كلِّ أمر..
أخي محمد،.. كيف يجرؤ الإنسان على أن يتحمل لسانه لفظ الجلالة مقسمًا به على أمور سخيفة؟..
أحمد كان سبب إسلامه جولة في العالم باحثًا عن السعادة.. لم يجدها في لندن.. ولا في حانات طوكيو،.. بل وجدها في قرية من قرى تايلاند.. وذلك بلقائه برجل فقير يكدح وعرقُه يتصبّب على جبينه من أجل لقمةِ يومه،.. وعندما سأله أحمد كيف حالك. قال: الحمد لله بنعمةٍ وفضل... فتعجب أحمد متسائلًا.. وأين النعمة والفضل؟..
قال: بما أن الله أراد لي هذا فإنني إذن بنعمة وفضل...
ألذُّ شعورٍ عاشه أحمد -.. كما قال لي - عندما جرّب السجود تجربة عند أحد المسلمين..
واليوم أخونا أحمد المتمكن من العربية،.. والمتقن لتلاوة كتاب الله،.. أستاذ في الجامعة يطوف كل سنة في بلد باحثًا ومنقِّبًا عن تراثنا النحوي واللغوي عامّة،.. وهو الحاصل على الدرجة الأولى في قسم اللغة الإنكليزية؛..
لأنَّ طموحه أن يُكتبَ على قبره: "هنا يرقد النّحوي الياباني أحمد تاكيدا"...
وهكذا فإنّ هذا الدين يسير بأمر الذات الإلهية،.. فلا يرتبط بأشخاصٍ ولا يعتمد على قوةٍ بشريةٍ،.. ويتجلّى سرُّ هذا المعنى في أنه لو كان الإسلام مرتبطًا بالمسلمين.. فإن حالهم لا يغري أحداً بالانضمام إليهم،..
لكن هذا الدين دينٌ يخاطب الإنسان يخاطب روحه وعقله وقلبه،... إنه يجيب عن أهم سؤال وهو لم أنا موجود؟..
بل ويتعدى هذا إلى الإجابة.. عن أكثر أسرار الكون غموضًا.. فهو يكشف للإنسان مصيره بعد وفاته ومفارقته لهذه الدنيا،..
ويفصِّل له مراحله كلها من المهد إلى اللحد،.. وإلى ما بعد اللحد.
فاللهم لك الحمدُ على نعمة الإسلام،.. وكفى بالإسلام نعمة،.. وصدقت يا رسول الله وأنت تخبرنا بقولك:..
" ليبلغنَّ هذا الأمرُ ما بلغَ اللَّيل و النَّهار،.. و لا يترك اللهُ بيت مدَرٍ ولا وبرٍ إلا أدخله الله هذا الدين،.. بعزِّ عزيزٍ أو بذلِّ ذليل،.. عزًّا يعز الله به الإسلام و ذلاً يذلُّ به الكفر"...
شبكة الالوكة....