أقدم النجوم في «درب التبانة»...يحمل بصمات الكون المبكر

مدوّنة.... 📚
أقدم النجوم في «درب التبانة»...
يحمل بصمات الكون المبكر...
هي حلم كل علماء الفيزياء الفلكية عبر عقود طويلة، ورصدها كان إحدى المهام العلمية الشاقة،.. أما العثور عليها،.. فيشبه البحث عن إبرة وسط كومة من القش،.. إذ كيف يمكن حصر عدد محدود من النجوم «فقيرة المعادن».. وسط أكثر من 400 مليار نجم تسبح في مجرة «درب التبانة» وحدها،..
نجح فريق علمي بريطاني من معهد كامبريدج لعلم الفلك،.. بالتعاون مع كلية البحوث والفيزياء الفلكية بالجامعة الوطنية الأسترالية.. من رصد وتحديد عدد من النجوم التي تتوسط مجرة درب التبانة،.. وتحمل بصمات أصابعها الكيميائية.. أقل نسبة معادن يمكن العثور عليها،..
ما يعني أنها أقدم النجوم في المجرة...
اعتمد فريق الدراسة في البحث عن «النجوم القديمة».. أو «الفقيرة معدنياً».. على تليسكوبات متطورة في أستراليا وتشيلي،.. طورت كل منهما تقنية جديدة لرصد أبعد النجوم السابحة في قلب «درب التبانة»،.. مع التأكد من أن وجودها بمركز المجرة يرجع إلى مليارات السنين،.. واستبعاد أي احتمال يفترض تشكلها على الأطراف.. أوانجذابها إلى منطقة وسط المجرة.. بفعل قوى الجاذبية..
بدأ فريق العلماء بتحليل الصور الملتقطة لملايين النجوم بواسطة التليسكوب ANU SKYMAPPER في أستراليا،... وتم اختيار 14 ألفاً فقط،... من «النجوم الواعدة»... التي تستحق مزيداً من الدراسة على تليسكوب أكبر،..
وهنا كانت الخطوة الثانية باستخدام تليسكوب «ألما».. بصحراء أتاكاما في تشيلي،.. الذي حدد 23 نجماً فقط مرشحاً للدراسة..
العالمة لويز هيوز من الفريق الأسترالي قالت.. إن التقديرات الأولية لعمر هذه النجوم يعود إلى 300 مليون عام بعد ولادة الكون،..
ومن المتوقع أنها تشكلت قبل مدة طويلة من تطور المجرة ذاتها التي نمت حولها..
البروفيسور أندرو كيس رئيس فريق البحث البريطاني قال لدورية «نيتشر» العلمية «إنها أنواع مختلفة جداً،..
علينا إدراك صعوبة ما نبحث عنه،.. النجوم الأولى في المجرة «ماتت».. وتركت بصمتها الكيميائية على جيل آخر من النجوم،.. وهو ما نبحث عنه اليوم»..
ويعتقد العلماء أن النجوم الأولى التي تشكلت مع بداية الكون منذ 13.7 مليار عام،.. وهو العمر المتوقع له،.. انفجرت فيما يعرف «هايبرنوفا».. وهو أعنف ب 10 مرات من «السوبرنوفا».. المعروفة لدينا في العصر الحديث..
تكمن أهمية رصد أقدم النجوم بالمجرة في أن تحليل مكوناتها الكيميائية،.. سيمكن العلماء من معرفة البصمة الأولى للكون المبكر،.. كما يطمحون في التوصل إلى إجابة شافية عن السؤال الدائم.. حول مكونات الكون منذ نشأته،. وهل كان عنصرا الكربون والأكسجين هما السائدان كما هي الحال اليوم،.. أم غلبت عليه مكونات أخرى عليه؟....
وعبر عقود طويلة من البحث طارد علماء الفيزياء الفلكية أقدم النجوم من خلال وسيلتين،..
الأولى كانت عبر النظر إلى خارج المجرات.. التي تبعد عنا مليارات السنوات الضوئية،.. والثانية عبر التفتيش في أعماق مجرتنا،...
وهى الطريقة التي أثمرت نجاحاً ملحوظاً..
ينطلق العلماء في بحثهم عن النجوم فقيرة المعادن من فرضية ترى أنه بعد وقت قصير من الانفجار الكبير،.. تشكلت النجوم من ومعادن متنوعة. أهمها الهيدروجين والهليوم والأكسجين والصوديوم والليثيوم،..
وعليه بقيت النجوم فقيرة المعادن كرمز ودلالة على النجوم الأولى التي خسرت تنوعها المعدني،...
بسبب الانفجار الكبير،..
بمعنى آخر.... يعتقد العلماء أن كل نجم تقل به نسبة الحديد والهيدروجين ب 10 آلاف مرة.. عن النسب الموجودة في نجم مثل الشمس.. يعتبر من النجوم فقيرة المعادن،.. وبالتالي الأقدم عمراً،..
بمعنى آخر،..
تسير العلاقة طردية بين عمر النجم.. وثرائه المعدني.. وسيعتمد العلماء على تقنية «المحاكاة الحاسوبية».. التي حددت مبدئياً 7 نجوم تستحق أن تولى بالاهتمام،.. لأن قياس المسافات،.. ودراسة حركة النجوم في السماء.. واعتماد آلية رياضية خاصة في التنبؤ... أكد أنهم قضوا حياتهم كلها في قلب مجرة «درب التبانة»،.
وبالتالي ستحمل مكوناتها «التوقيع الكيميائي» الذي يحمل ملامح شكل وخصائص الكون الأول..
الظاهرة الفلكية «هايبرنوفا»
تترجم الظاهرة الفلكية «هايبرنوفا»،..
على أنها «المستعر فوق العظيم»،.. وهي عبارة عن نجوم كبيرة الحجم تنهار في نهاية عمرها،.. بسبب الضغط على نواتها،.. وتتحطم في انفجار قوي للغاية،.. يصيب عادة النجوم الضخمة (كتلتها أكبر من 100 كتلة شمسية)،.. وحتى عام 1990 كانت هناك فرضية سائدة بأن «المستعر فوق العظيم»،..
هو بداية لانفجار أشعة غاما،.. لكن الآن أصبح المصطلح يدل على أي انفجار لنجم فوق العملاق،.. تتراوح كتلته بين 100 و150 كتلة شمسية،.. ويرجح بعض العلماء،.. أن «انفجاراً مستعراً فوق عظيم»،.. كان سبباً وراء الانقراض الكبير في العصر الأردوفيسي قبل 440 مليون سنة،...
وهو واحدة من خمس موجات انقراض كبرى في تاريخ الأرض...
ويعتقد العلماء أن النجم العملاق «إيتا القاعدة»،..
التابع لمجرتنا مجرة درب التبانة،.. قد يكون مرشحاً للانفجار خلال 20 ألف عام القادمة على هيئة «مستعر فوق العظيم»،..
لأن النجوم ذات الكتلة الفائقة تستهلك وقودها بطريقة أسرع كثيراً من النجوم الصغيرة مثل شمسنا،... ولذلك يقدر عمر النجوم العملاقة بعدة ملايين من السنين فقط،..
بالمقارنة بالشمس،.. التي يقدر عمرها الكلي بنحو 5 مليار سنة..
المصدر...
ويكبيديا..
علوم الفلك..
content://com.sec.android.app.sbrowser/readinglist
تحرير كهرمانة..