لماذا يجري الزمن دائمًا إلى الأمام ؟

لماذا يجري الزمن دائمًا إلى الأمام ؟؟؟؟....
هنالك بيضة على وجهك،.. وحاولت بخفة يدك أن تتلاعب بالبيض بين يديك،.. لكن فجأة.. ومن غير سابق إنذار،.. وقع ما ليس بالحسبان،.. والآن عليك أن تأخذ دشاً.. وتغير ملابسك..
ألن يكون من الأسرع لو أعدت البيضة المكسورة إلى حالته السابقة؟!؟؟؟
فكسر البيضة أخذ منك بضع ثوان،... فلماذا لا تعيد الكرة،.. لكن هذه المرة بالعكس؟؟؟ فقط أعد تجميع القشرة وارمي بالصفار والبياض داخلاً،.. وستحفظ نظافة وجهك وملابسك.. ولن يكون هناك صفار في شعرك،.. وكأن شيئاً لم يحدث...
السؤال يبدو سخيفاً لكن لماذا؟!!!!!
لماذا من المستحيل تماماً استرجاع البيضة المكسورة؟؟؟؟
رغم أنه لا يوجد قانون أساسي في الطبيعة يمنعنا من استرجاع البيض،.. في الحقيقة فإن الفيزياء تخبرنا بأن أي حدث في حياتنا يوماً بعد يوم قد يحدث عكسياً،.. عند أي لحظة،.. لذا لماذا لا نستطيع استرجاع ما كسرناه من بيض،.. أو استعادة ما حرقناه من أعواد الثقاب،.. أو حتى عدم لي الكاحل الملتوي؟؟؟؟
ولماذا يبدو المستقبل مختلفاً عن الماضي؟؟؟؟
قد يبدو سؤالاً بسيطاً،.. لكن حتى يتسنى لنا الإجابة عنه،.. يجدر بنا أن نعود في الزمن إلى الوراء حتى ميلاد الكون،.. هبوطاً إلى العالم الذري،.. وخارج حدود الفيزياء...
في القرن التاسع عشر كان هناك عالم فيزياىي نمساوي يدعى ''لودفيك بولتزمان".. و قد استنتج بعد العديد من الابحاث و السنوات معادلة انيقة S=K log W..
و هي صيغة رياضية لمفهوم قوي يدعى الانتروبيا,... و الانتروبيا هي قياس للفوضى.. او العشوائية...
استنتج بولتزمان هذه الصيغة.. لأنه لاحظ ان كل شيء في الطبيعة يتحول من النظام الى الفوضى.. مع مرور الزمن... و هذا شيء صحيح و مالوف لنا في الحياة اليومية ..
مثلا انت تمسك كتاب في يدك.. فالكتاب منظم من الصفحة الأولى الى الصفحة مائة و خمسون.. لكن نفصل الصفحات عن بعضها.. و نرمى الصفحات في الهواء.. و نتركها تسقط على الأرض.. طبعا النتيجة التي ستكون هي صفحات مرمية على الأرض.. و مبعثرة جدا.. و غير منظمة.. و السبب في هذه النتيجة بسيط جدا ,... و هو انه توجد طريقة واحدة لكي تكون الصفحات منظمة.. لكن توجد العديد من الطرق لتكون الصفحات غير منظمة... لذا من المرجح أكثر أنها ستصبح غير منظمة.. و هنا نرى النتيجة حيث من كتاب مرتب و منظم الى صفحات عشوائية ..
في هذا الطرح هناك مشكلة أخرى أيضا... فبما أن قوانين الفيزياء لا تميز بين المستقبل و الماضي.. لا ينبغي ان تزيد الانتروبيا فقط في اتجاه المستقبل.. و لكن ينبغي ان تزيد ايضا في اتجاه الماضي ,.. سيعني هذا أن الصفحات تكون على الأرض غير منظمة.. و بعدها تجتمع معا لتشكل صفحات منظمة... و تنتج كتاب مرتب.. لكن هذا أمر لا يحدث حتى في أفلام الخيال العلمي... لذا كيف تكون تجاربنا اليومية في خلاف مع قوانين الفيزياء.. لا بد ان هناك شيء مفقود في فهمنا ...
اذا كنا على يقين من أن الزمن يسير في اتجاه واحد الى المستقبل.. و إن الفوضى تزيد مع مرور الزمن.. ربما يكون هنالك سبب آخر غير قوانين الفيزياء يفسر هذا الأمر.. ,اذا لم تستطع قوانين الفيزياء ان تعطينا تفسيرا لسهم الزمن.. فإننا نحتاج إلى النظر أبعد من هذا... لذا يقودنا هذا التسائل إلى أصل و بداية الكون.. و الذي هو الانفجار العظيم ..
اذا كان تاريخ الكون مثل فلم و قمنا باعادته الى الوراء.. فإننا سنلاحظ زيادة أكثر في النظام.. و نقصا في الانتروبيا.. او الفوضى.. إلى أن نصل إلى لحظة الانفجار العظيم ,.. و التي هي أكثر لحظة من النظام في الفيزياء.. و في تاريخ الكون كله ,.. لذا كل ما أتى بعدها كان زيادة في الفوضى او عدم النظام,.. لذا الفكرة التي نستنتجها هي أن الانفجار العظيم.. هو من وضع سهم الزمن على مساره حيث لا يسير الى في جهة واحدة من الماضي الى المستقبل ..
ففي كل لحظة تتحطم فيها بيضة... أو كأس.. أو أي شيء آخر... تتابع شيء بدأت حركته منذ مليارات السنين.. تتحطم بيضة... لكن لا تعود الى حالتها الطبيعية قبل التحطم.. لأنها تتبع نزعة من النظام الى الفوضى.. و لا يوجد شيء نفعله حيال ذلك ...
العلوم الحقيقية...
اعداد كهرمانة....