الشرك في دعاء العبادة

الشرك في دعاء العبادة....
دعاء العبادة هو:...
عبادة الله تعالى بأنواع العبادات القلبية،.. والقولية،.. والفعلية كالمحبة،.. والخوف،.. والرجاء والصلاة،.. والصيام،.. والذبح،.. وقراءة القرآن،.. وذكر الله تعالى وغيرها...
وسمي هذا النوع (دعاء)... باعتبار أن العابد لله بهذه العبادات طالب وسائل لله في المعنى،.. لأنه إنما فعل هذه العبادات رجاء لثوابه. وخوفاً من عقابه،... وإن لم يكن في ذلك صيغة سؤال وطلب (... فهو داع لله تعالى بلسان حاله، لا بلسان مقاله..
ومن أمثلة الشرك في هذا النوع:...
أ- شرك النية والإرادة والقصد:..
هذا الشرك إنما يصدر من المنافق النفاق الأكبر،... فقد يظهر الإسلام... وهو غير مقر به في باطنه،... فهو قد راءى بأصل الإيمان،...
كما قال تعالى:..
وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا [البقرة: 14]،..
وقد يرائي ببعض العبادات،.. كالصلاة،... كما قال تعالى عن المنافقين:..
وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً..
[النساء: 142]،...
فهم قد جمعوا بين الشرك والنفاق...
ب- الشرك في الخوف:...
الخوف في أصله ينقسم إلى أربعة أقسام:..
1- الخوف من الله تعالى: ويسمى (خوف السر)،.. وهو الخوف المقترن بالمحبة,.. والتعظيم,.. والتذلل لله تعالى،.. وهو خوف واجب،.. وأصل من أصول العبادة..
2- الخوف الجبلي:..
كالخوف من عدو،.. والخوف من السباع المفترسة ونحو ذلك. وهذا خوف مباح؛... إذا وجدت أسبابه،..
قال الله تعالى عن نبيه موسى عليه السلام:
فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ [القصص: 21]...
3- الخوف الشركي:..
وهو أن يخاف من مخلوق خوفاً مقترناً بالتعظيم والخضوع والمحبة.. ومن ذلك الخوف من صنم أو من ميت خوفاً مقروناً بتعظيم ومحبة،.. فيخاف أن يصيبه بمكروه بمشيئته وقدرته،.. كأن يخاف أن يصيبه بمرض,.. أو بآفة في ماله، أو يخاف أن يغضب عليه؛.. فيسلبه نعمه فهذا من الشرك الأكبر،.. لأنه صرف عبادة الخوف والتعظيم لغير الله،.. ولما في ذلك من اعتقاد النفع والضر في غير الله تعالى،..
قال الله تعالى:..
إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَـئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ..
[التوبة: 18]..
قال ابن عطية المالكي الأندلسي المولود سنة 481هـ في تفسيره ...
(يريد خشية التعظيم, والعبادة, والطاعة)..
4- الخوف الذي يحمل على ترك واجب أو فعل محرم،.. وهو خوف محرم.. ، كمن يخاف من إنسان حي أن يضره في ماله أو في بدنه،.. وهذا الخوف وهمي لا حقيقة له،.. وقد يكون هناك خوف فعلاً.. ولكنه يسير لا يجوز معه ترك الواجب أو فعل المحرم..
قال الله تعالى:...
إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ..
[آل عمران: 175]..
وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
((لا يمنعن أحدكم مخافة الناس أن يتكلم بالحق إذا رآه أو علمه))...
إعداد أبو عبدالله