الشرك في الحكم... والطاعة

الشرك في الحكم... والطاعة...
ومن صور الشرك في هذا النوع:...
1- أن يعتقد أحد أن حكم غير الله أفضل من حكم الله أو مثله،... فهذا شرك أكبر مخرج من الملة،... لأنه مكذب للقرآن،. فهو مكذب لقوله تعالى:.. أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْمًا..
[المائدة: 50]،..
ولقوله تعالى:..
أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ.. [التين: 8]..
وهذا استفهام تقريري،... أي أن الله تعالى أحكم الحاكمين،.. فليس حكم أحد غيره أحسن من حكمه ولا مثله...
2- أن يعتقد أحد جواز الحكم بغير ما أنزل الله،..
فهذا شرك أكبر،.. لأنه اعتقد خلاف ما دلت عليه النصوص القطعية من الكتاب والسنة،.. وخلاف ما دل عليه الإجماع القطعي من المسلمين من تحريم الحكم بغير ما أنزل الله ..
3- أن يضع تشريعاً أو قانوناً مخالفاً.. لما جاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ويحكم به،..
معتقداً جواز الحكم بهذا القانون،... أو معتقداً أن هذا القانون خير من حكم الله... أو مثله،..
ومثله من يحكم بعادات آبائه وأجداده أو عادات قبيلته –.. وهي ما تسمى عند بعضهم بـ: السلوم –.. وهو يعلم أنها مخالفة لحكم الله،.. معتقداً أنها أفضل من حكم الله,.. أو مثله,..
أو أنه يجوز الحكم بها،.. فهذا كله شرك أكبر مخرج من الملة.
4- أن يطيع من يحكم بغير شرع الله عن رضى،..
مقدماً لقولهم على شرع الله، ساخطاً لحكم الله،.. أو معتقداً جواز الحكم بغيره،.. أو معتقداً أن هذا الحكم أو القانون أفضل من حكم الله أو مثله..
ومثل هؤلاء من يتبع أو يتحاكم إلى الأعراف القبلية –.. التي تسمى: السلوم – المخالفة لحكم الله تعالى،.. مع علمه بمخالفتها للشرع،.. معتقداً جواز الحكم بها،. أو أنها أفضل من الشرع أو مثله،.. فهذا كله شرك أكبر مخرج من الملة ...
والدليل على أن هذا كله شرك قوله تعالى:...
وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ..
[المائدة: 44]،...
وقوله تعالى:..
اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ..
[التوبة: 31]،..
وعن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال:..
سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ:..
اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فقلت: إنا لسنا نعبدهم؟ فقال صلى الله عليه وسلم:..
((أليس يحرمون ما أحل الله، فتحرمونه، ويحلون ما حرم الله، فتحلونه؟..
قال: قلت: بلى...
فقال صلى الله عليه وسلم: فتلك عبادتهم)) ... .
فذكر في هذا الحديث أن طاعتهم في مخالفة الشرع عبادة لهم،.. وذكر الله تعالى في آخر الآية.. أن ذلك شرك،.. ولأن من كره شرع الله كفر، لقوله تعالى:..
ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ..
[محمد: 9]...
5- من يدعو إلى عدم تحكيم شرع الله،..
وإلى تحكيم القوانين الوضعية محاربة للإسلام وبغضاً له،.. كالذين يدعون إلى سفور المرأة واختلاطها بالرجال الأجانب في المدارس والوظائف,.. وإلى التعامل بالربا،.. وإلى منع تعدد الزوجات،... وغير ذلك مما فيه دعوة إلى محاربة شرع الله،.. فالذي يدعو إلى ذلك مع علمه بأنه يدعو إلى المنكر وإلى محاربة شرع الله.. ظاهر حاله أنه لم يدع إلى ذلك إلا لما وقع في قلبه من الإعجاب بالكفار.. وقوانينهم واعتقاده أنها أفضل من شرع الله،...
ولما وقع في قلبه من كره لدين الإسلام وأحكامه،...
وهذا كله شرك وكفر.. مخرج من الملة،... ومن كانت هذه حقيقة حاله فقد وقع في الشرك الأكبر،.. وإن كان يظهر أنه من المسلمين فهو نفاق أيضاً..
إعداد أبو عبدالله...