دورة حياة النجوم

دورة حياة النجوم:...
قال تعالى..
"إذا الشمس كورت* وإذا النجوم انكدرت"
( التكوير:2)...
وقوله( عز من قائل):
"فإذا النجوم طمست"
(المرسلات:8)..
خلقت النجوم ابتداء من الدخان الكوني, ..الذي نشأ عن انفجار الجرم الأولي للكون( فتق الرتق), ..ولاتزال النجوم تتخلق أمام أنظار الفلكيين من دخان كل من السدم والمسافات بين النجمية وبين المجرية, ...عبر مراحل متتالية, ..وذلك بواسطة عدد من الدوامات العاتية ..التي تعرف باسم دوامات تركيز المادة
(Material Accretion Whorlsor Vertigos)..
التي تعمل على تكثيف المادة في داخل سحابات الدخان.. بفعل عملية التجاذب التثاقلي
(Gravitational Attraction)..
فتؤدي إلى إحداث تصادمات متكررة بين جسيمات المادة.. ينتج عنها الارتفاع التدريجي في درجة حرارتها.. حتى تصبح قادرة على بث الأشعة تحت الحمراء.. فيولد ما يسمى بالنجم الابتدائي
Pro-(or) Proto-Star..
وتستمر جزيئات المادة في هذا النجم الأولي في التجمع والانجذاب أكثر نحو المركز... حتى تتجمع الكتلة اللازمة لبدء عملية الاندماج النووي.. , فتزداد الاصطدامات بينها,.. ويزداد الضغط إلى الدرجة التي تسمح ببدء التفاعلات النووية الاندماجية... بين نوي ذرات الإيدروجين,...
فيتوهج النجم الأولي وتنطلق منه الطاقة,.. وينبثق الضوء المرئي,.. وعند ذلك يكون النجم الابتدائي قد وصل إلى طور النضج المسمى.. باسم نجوم النسق الرئيسي
(Main Sequence Stars)..
ويستمر النجم في هذا الطور غالبية عمره(90% من عمره),..
حيث يتوقف انكماش مادته نحو المركز.. بسبب الحرارة والضغط البالغين المتولدين في مركز النجم..
وينتج عن استمرار التفاعلات النووية في داخل نجم النسق الرئيسي.. استهلاك كميات كبيرة من غاز الإيدروجين الذي تحوله إلي الهيليوم,.. وبالتدريج تتخلق العناصر الأثقل من مثل الكربون,.. والنيتروجين,.. والأوكسجين,..
وفي مراحل لاحقة يتحول لب النجم إلى الحديد,.. فتتوقف عملية الاندماج النووي,.. ويدخل النجم في مرحلة الاحتضار على هيئة النموذج الأول لانفجار المستعر الأعظم
(TypeI Supernova Explosion)..
ينتهي به إلى دخان السماء عبر مراحل من العمالقة الحمر
(Red Giants)..
ثم مرحلة النجوم الزرقاء شديدة الحرارة.. والمحاطة بهالة من الإيدروجين المتأين.. والمعروفة باسم السدم الكوكبية
(Planetary Nebulae)..
ثم مرحلة الأقزام البيض
(White Dwarfs)..
إذا كانت الكتلة الابتدائية للنجم قليلة نسبيا.. ( في حدود كتلة الشمس تقريبا),.. أما اذا كانت الكتلة الابتدائية للنجم عدة مرات قدر كتلة الشمس,.. فإنه يمر بمراحل من العمالقة العظام
(Supergiants)..
ثم النموذج الثاني لانفجار المستعر الأعظم..
(TypeII Supernova Explosion)..
الذي تتبقي عنه النجوم النيوترونية
(Neutron Stars)..
أو الثقوب السود
(Black Holes)...
والتي أسميها باسم النجوم الخانسة الكانسة..
(The Concealedor Hidden Sweeping Stars)..
كما يصفها القرآن الكريم,.. والتي تبتلع كل ما تمر به أو يصل إلي أفق حدثها
(Event Horizon)..
من مختلف صور المادة والطاقة,.. ثم ينتهي بها المطاف إلي دخان السماء عن طريق تفككها وتبخر مادتها عالية الكثافة,..
ويري بعض الفلكيين أن أشباه النجوم
(Quasars)..
مرشحة لتكون المرحلة الانتقالية من الثقوب السود إلى دخان السماء,... وهي أجرام شاسعة البعد عنا,.. ضعيفة الإضاءة.. ( ربما لبعدها الشاسع عنا),..
منها ما يطلق أقوى الموجات الراديوية المعروفة في السماء الدنيا.. ويعرف باسم أشباه النجوم الراديوية ..
(Quasi-Stellar Radio Sourcesor Quasars)..
ومنها ما لا يصدر مثل تلك الموجات الراديوية.. ويعرف باسم أشباه النجوم غير الراديوية..
(Radio-Quiet Quasi-Stellar Objectsor QSOs)..
وغالبية نجوم السماء من النوع العادي,..
أو ما يعرف باسم نجوم النسق الرئيسي..
(Main Sequence Stars)
التي تمثل مرحلة نضج النجم وأوج شبابه,.. وهي أطول مرحلة في حياة النجوم,.. حيث يمضي النجم90% من عمره في هذه المرحلة,.. التي تتميز بتعادل دقيق بين قوي التجاذب إلى مركز النجم( والناتجة عن دوران النجم حول محوره),... وقوي دفع مادة النجم إلى الخارج( نتيجة لتمدده بالحرارة الشديدة الناتجة عن عملية الاندماج النووي في لبه),... ويبقي النجم في هذا الطور حتى ينفذ وقوده من غاز الإيدروجين,.. أو يكاد ينفد,.. فيبدأ بالتوهج الشديد حتى تصل شدة إضاءته إلى مليون مرة قدر شدة إضاءة الشمس,.. طثم يبدأ في الانكدار التدريجي حتى يطمس ضوؤه بالكامل,.. ويختفي كلية عن الأنظار على هيئة النجم الخانس الكانس( أو الثقب الأسود),.. عبر عدد من مراحل الانكدار...
ومن النجوم المنكدرة ما يعرف باسم السدم الكوكبية
(Planetary Nebulae)
والأقزام البيض..
(White Dwarfs)
والنجوم النيوترونية..
(Neutron Stars)
ومنها النابض وغير النابض..
Pulsating Neutron Stars (or Pulsars)and Non-pulsating Neutron Stars..
وغيرها من صور انكدار النجوم,..
وسبحان الذي أنزل من فوق سبع سماوات,.. ومن قبل ألف وأربعمائة سنة قوله الحق:
إذا الشمس كورت* وإذا النجوم انكدرت*
( التكوير:2).
وقوله( عز من قائل):
فإذا النجوم طمست*
(المرسلات:8)
والآيات الثلاث من مظاهر الآخرة, إلا أن من رحمة الله( تعالي) بنا,.. أن يبقى لنا في سماء الدنيا من ظواهر انكدار النجوم وطمسها,.. ما يؤكد إمكانية حدوث ذلك في الآخرة بكيفيات ومعدلات مغايرة لكيفيات ومعدلات الدنيا,.. لأن الآخرة لها من السنن ما يغاير سنن الدنيا..
د. زغلول النجار..
اعداد كهرمانة...