top of page

ابليس اول الملحدين


نعم احبتي إبليس هو اول الملحدين ففي آيات البقرة وص " وكان من الكافرين " وفي آية الكهف " ففسق عن أمر ربه " فالفسق والكفر هما أصل الإلحاد وعينه، وهذه هي بذرة الإلحاد الأولى.

والنَّابِهُ لا يَأْبَهُ لكلام المستشرقين عن الإلحاد، لأنهم ملحدين!! وحدود علمهم فَلْسَفَات اليونانيين القدماء والإغريق، ومعظمها تُرَّهات بَتْرَاء، عَرْجاء عمياء شوهاء، لا اتصال لها ولا إسناد، ولو اتصل إسنادها، فقد كفانا خبر السماء عما تحت أديمها.

كما أن فلاسفة اليونان والإغريق هم من أسسوا لمنهج الشك الإلحادي، فكانوا يشُكُّون في الثوابت والمُسَلَّمات، شكٌ من أجل الشك، فكان الشك عندهم نوع رياضة من رياضات العقل، وسوف يتبين فساد ذلك في أنواع الإلحاد.

فإبليس هو أول من ألحد وجاء الوصف في القرآن الكريم بالكفر والفِسْق،

والكُفر لغة: الستر قال ابن فارس في مادة (كفر): الكاف والفاء والراء أصل صحيح يدل على معنى واحد، وهو الستر والتغطية، وإذا أطلق الكفر في الدين فيعني الجحود والعصيان.

قال الإمام الطبري رحمه الله:" معنى الكفر في قوله: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ ﴾ فإنه الجحود. وذلك أن الأحبار من يهود المدينة جحدوا نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وستروه عن الناس وكتموا أمره، وهم يعرفونه كما يعرفون أبناءهم.

وأصل الكفر عند العرب: تغطية الشيء "

أما الفسق فهو الخروج والعدول لغة واصطلاحا، قال الإمام الطبري رحمه الله:" وقوله: ﴿ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ ﴾ يقول: فخرج عن أمر ربه، وعَدَلَ عنه ومَالَ ... وكذلك الفِسْق في الدين إنما هو الانعدال عن القصد، والميل عن الاستقامة، ويحكى عن العرب سماعا: فسقت الرُّطَبة من قشرها: إذا خرجت منه، وفسقت الفأرة: إذا خرجت من جحرها"

ولنكن دائما على ذُكْرٍ لمعنى الإلحاد وأنه: الميل والعدول عن الطريق القويم، وأن الكفر: الجحود والإنكار، والفسق هو: الخروج والعدول

ذكر الله تعالى أن إبليس قال: ﴿ قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِم وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ﴾ (الأعراف 17،16).

والطريق القويم هو صراط الله المستقيم وقد قال إبليس: ﴿ لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيم ﴾، فكان أول الملحدين وأول من دعا إلى الإلحاد، وأمَالَ العباد عن الطريق المستقيم مستعينا بذريته من الجن ومن أطاعه من الإنس فتشيطنوا وأصبحوا شياطين الإنس ﴿ شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ﴾ (الأنعام 112).

فالإلحاد عمليا بدأه إبليس لكنه لم يُسَمَّى إلحادا بل سمي: كُفرا، وفسوقا، وإباءً لأمر الله تعالى، واستكبارا، وضلالا... وسمي فيما بعد زندقة وإلحاداً.

وكلمة زندقة تحمل في الإسلام معني الكفر والضلال، وأقدم نص وقفتُ عليه فيه هذه الكلمة ما رواه الطبراني مرفوعا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما كانت زندقة إلا كان بين يديه التكذيب بالقدر"وإن كان هذا الحديث فيه ضعف كما ذكر محقق المعجم الشيخ حمدي عبد المجيد السلفي - رحمه الله وأسكنه فسيح جناته - إلا أن رواية الإمام الطبراني لهذه الكلمة دال على تداولها في هذا الزمان المبكر (توفي الطبراني سنة 360 هـ).

وهذه الكلمة لها أصول فارسية وأطلقت أول ما أطلقت على مُنكري الغيبيات، ومن كان لا يؤمن بالآخرة ووحدانية الخالق سبحانه، وانتشرت في أقوال العلماء وخاصة ردودهم على المتكلمين فنجدها موجودة بكثرة في كلام الأئمة: الشافعي وأحمد ويحيى بن معين وتلاميذهم، وكان هذا الوقت هو بداية انتشار الفكر المنكر للغيبيات (الإلحادي)، نتيجة ترجمة كتب أصحاب الملل والفلسفات الفارسية واليونانية.. وغيرها.

يقول ابن منظور في لسان العرب مادة (زندق): الزنديق: القائل ببقاء الدهر، فارسي معرب، وزندقته أنه لا يؤمن بالآخرة، ووحدانية الخالق.

وكما يقول علماء الأصول: لا مشاحة في الاصطلاح، فالمعنى ثابت معلوم، سميناه إلحادا أو كفرا أو فسوقا أو ضلالا أو زندقة فالمعنى: عدم الإيمان.

موقع الوكه

مواضيع سابقة
bottom of page