الفن الكوري

*الازياء الكورية
أما بالحديث عن الأزياء التقليدية الكورية فهي من أجمل العناصر الثقافية الكورية وهي محط إعجاب جميع محبي ومتابعي الثقافة الكورية؛ وذلك بسبب روعة تفصيلاتها وجمال ألوانها سواء كانت للنساء أو الرجال.
فقديماً استخدمت المرأة الكورية “الهانبوك” (الزي الكوري التقليدي) كزي أساسي ارتدته بشكلٍ دائم في حياتها اليومية، ورغم تراجعه أمام الأزياء الغربية بعد الحرب الأهلية الكورية (1950-1953) إلا أنَّ ارتدائه مازال أساسياً في بعض الأعياد القومية الكورية كعيد الحصاد أو “تشوسوك” ورأس السنة القمرية، كما أن من التقاليد الكورية الجنوبية أن تلبسه الحموات في حفلات الخطوبة والزفاف.
أما الرجال الكوريون فكانوا قبل الحرب الأهلية الكورية يرتدون “جوكوري” أي قميص و”باجي” أي سروال، لكن هذا الزي تراجع أمام الأزياء الغربية فأصبح لا يُلبس في الحياة اليومية الكورية.
إن كوريا لها تاريخٌ طويلٌ ومتميزٌ ومحل فخرٍ في الفنون والحرف اليدوية، لذلك فليس هناك طريقةٌ أفضل من إقتناء واحدةٍ أو أكثر من هذه الصناعات لتتذكر فترةً قضيتها في كوريا بكل حبٍ ، وتشمل القطع الفلكلورية بعض المنتجات الرئيسية منها ناجيون تشيلغي (الصناديق الملونة والمزخرفة باللألىء والأصداف)، والمصنوعات الخشبية ، والحرف القائمة على ورق الهانجي.
ناجيون تشيلغي" : هي حرفةٌ يتم من خلالها تصنيع صناديق خشبية مطعمة بأنماط جميلة من اللألىء ثم تلوينها بالدهانات المختلفة. والمقطع الحرفي"نا" يشير إلى المحار والأصداف اللامعة الحلزونية و "جيون" يشير إلى النحت والتزيين الذي يتم حفره على الصناديق مع الذهب والفضة والبرونز أو الطلاء. إن فن ناجيون تشيلغي الكوري يعود إلى عصر مملكة جوسون حيث تم تطوير تقنيات الزخرفة والطلاء.
يصنع الهانجي من اللحاء الداخلي لشجرة التوت (ويسمى في كوريا داكنامو)، وتبدأ عملية تصنيع الهانجي بسحب اللب من الشجرة وغسله، وتجفيفه. وتستغرق عملية تصنيع الهانجي حوالي 100 خطوة دقيقة. ومن الهانجي تتم صناعة الدمى، والمراوح المطوية ، وحتى حامل الأكواب والفناجين يتم باستخدام الهانجي. ومن بين منتجات الهانجي الأكثر شعبيةٍ نجد مصابيح الهانجي، ويكون لها تصاميمٌ دقيقةٌ رائعةٌ يخرج منها ضوءٌ لطيفٌ. وهناك المنتجات ذات الاستخدام اليومي مثل أطباق الفاكهة أو صواني الشاي ويمكن العثور عليها بسهولة في المتاجر المتخصصة في حرف الهانجي.
*حرفة الفايبر الملون وتشيلبو
الفايبر وتشيلبو : إن تشيلبو تعني حرفيا سبعة ألوان نفيسة والحرف اليدوية هي نفس الحرف المعروفة في كوريا.
أما جوغاكبو فهي عبارة عن خليط من الأقمشة الكورية التي تتميز بالانسجام الرائع بين اللون والتصميم، ويزينها تطريز ناعم. وتوجد منها أنماط مطرزة نموذجية تصور الحيوانات أو النباتات أو علامات ترمز للصحة وطول العمر، أو النعمة والثراء . وتشمل حرف تشيلبو تطبيق ألوان مختلفة من المينا على القطع المعدنية، أو قطع الزجاج والجلود، أو حتى الورق.
ويعد كل من تشيلبو وجوغاكبو مثاليان للاستخدام اليومي أو لتقديمهما كهدية.
*الرياضات الكورية
أيضاً ابتدع الشعب الكوري رياضة “التايكوندو” وهي رياضة معروفة على مستوى العالم وحاضرة في المنافسات الأولومبية، وترجع أهميتها إلى أنها تُنَمي الحس الأخلاقي لدى ممارسيها حيث تزرع فيهم احترام الخصم، هذا بجانب تنميتها لقدراتهم الدفاعية والهجومية بالضرورة.
أخيراً كل ما سبق يؤكد -بما لا يدع مجالاً للشك- أن الثقافة مفهوم غني في حد ذاته، وأنه لا يجوز اختصاره في اللغة وحسب كما يعتقد البعض، كما أنه يجب على الشعوب حماية كل عناصر ثقافتهم من الاندثار؛ لأن ثقافة الشعب هي التي تؤكد هويته وتربطه بأرضه، غير أن اختلاف الثقافات يساعد على تقريب الشعوب من بعضهم البعض بهدف التعارف وليس العكس.