مقدمة عن النفاق

أحبتي سوف نفتح سويا باب كبير وخطير له جوانب وعواقب في الدنيا وفي الاخرة .. أصبح في عصرنا أمر طبيعي يعتمده الكثير في حياته اليومية للأسف .. لهذا كشْفُ أبوابه وإخراج خفاياه ومصارحة النفس وتربيتها لله .. سوف يكون عنوان هذا المقال .. فأرجو الانتباه ..
النفــــاق الاجتمــــاعي .... ضـــــرورة حيـــــاتيـــة أم ظـــاهـــــرة مـــرضيـــــة ..
هل نحن مطالبون بأن نضحك أو نبتسم في حين داخلنا يحترق، أو نجامل من لا نحبهم وقلوبنا تفيض كرها لهم وأن نمدح من لايعجبنا ويوافق مزاجنا لننال رضاهم خوفاً من غضبهم وأن نوافقهم الرأي حتى نكون محبوبين مقبولين اجتماعياً؟!..
شتان بين أن نكون على طبيعتنا، وتصرفاتنا انعكاس لمشاعرنا وبين أن نكون مضطرين إلى المجاملة والمداهنة وصولا إلى النفاق والتزلف والتملق أو باللهجة الدارجة نعمد إلى تمسيح الجوخ والضحك على الذقون والتفنن في ارتداء الأقنعة بما يتلاءم مع المواقف الحياتية ومصالحنا الشخصية.
وقبل الغوص في عالم النفاق وفنونه مطلوب منا أن نقف مع أنفسنا ولو قليلا للتفكير والموازنة بين ما سنجنيه من مكاسب قد تزيد رصيدنا اجتماعيا وماديا وبين ما سنتكبده من خسائر وهذا يدفعنا للتساؤل: هل أصبح النفاق مطلبا اجتماعيا ونوعا من الاتكيت... وما الفرق بينه وبين المجاملة؟
لفتح الأبواب والقلوب المغلقة
حتى تعيش حياة سعيدة ومستقرة ليس أمامك إلا تلك الوصفة السحرية التي تفتح أمامك كل الأبواب المغلقة، وقد أثبتت هذه الوصفة فاعليتها وجدواها هذا رأي رويده موظفة تقول: لتصبح من المقربين من أصحاب الحظوة والقرار في أي مجال حياتي وعملي فما عليك إلا بالنفاق مع رب العمل حتى تضمن البقاء والارتقاء والوصول إلى مبتغاك بسرعة البرق وكذلك في الحياة الزوجية فكلا الزوجين يجد نفسه في بعض المواقف مضطراً للمجاملة والنفاق لتحقيق بعض الغايات والمصالح وهذا أيضاً مطلب ضروري للتعامل مع أهل الزوجين، فالتقرب منهم لا يتم إلا بقليل أو كثير من النفاق الذي يضمن الدخول إلى قلوبهم.
وخذ على هذا المثال العابر الكثير .. لنتعمق اكثر معا ونضع المرآة أمامنا ونوجه الكلام لأنفسنا .. لندع ضمائرنا تتكلم .. !!!
في بداية مقالي لم ابدأ بتعريف النفاق وأنواعه بل وجهت لكم صورة بسيطة عن الواقع الاجتماعي الذي فيه يُتّبع النفاق بشكل إرادي وغير إرادي ..