المهدي المنتظر والسفر عبر الزمن

الجزء الاخير
بهذه القصة التي ذكرناها يكون القرآن قد سبق العلماء حين اثبت أن تحقيق السفر عبر
الزمن إلى المستقبل يمكن أن يتم في كوكب الأرض و في حيز صغير منه ، إذ لا يتطلب
الأمر إن يتحقق ذلك في الفضاء الخارجي أو أن نقوم بتحويل جرم في حجم كوكب المشترى
، وهذا من الاستحالة بمكان ، إلى قوقعة صغيرة كما ذكر ريتشارد قوت. ولكن إمكانية
تحقيق السفر عبر الزمن إلى المستقبل عن طريق الإنسان كما حدث لأصحاب الكهف مستحيل
، لان الله عز وجل نسبه إلى نفسه حين قال ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّه).والله اعلم.
المهدي المنتظر والسفر عبر الزمن:
هل يمكن أن تتكرر معجزة السفر عبر الزمن في أمر المهدي المنتظر ؟ نقول
إن أمر المهدي المنتظر ثابت في عقائد أهل السنة والجماعة . فقد جاء في سنن أبي
داؤود من طريق عاصم بن أبي النجود عن أبي زرعة عن عبد الله بن مسعود عن رسول الله
(صلى الله عليه وسلم)قال: لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى
يبعث فيه رجلا قال أو من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي.)
وفى رواية أخرى لأبى داود عن سعيد بن المسيب عن أم سلمه قالت سمعت
رسول الله (صلى الله
عليه وسلم) يقول : المهدي من عترتي من ولد فاطمة.)
وفى رواية ابن ماجة عن سعيد بن المسيب قالكنا عند أم سلمه فتذاكرنا
المهدي فقالت سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول المهدي من ولد فاطمة.)
وأمره عند الشيعة ثابت أيضا . فالسنة والشيعة يؤمنون ببعثه آخر الزمان
ويتفقون على انه من آل البيت . لكنهم يختلفون فى شخصية المهدي المنتظر ، فأما
الشيعة فيعتقدون أن المهدي المنتظر هو إمامهم الثاني عشر الإمام محمد بن الحسن
العسكري .والذي نسبه كالآتي:
محمد (الإمام المهدي) بن الحسن( الإمام العسكري) بن على (الإمام الهادي) بن محمد(الإمام الجواد) بن
على( الإمام
الرضا) بن موسى(الإمام الكاظم) بن جعفر(الإمام الصادق) بن محمد(الإمام الباقر ) بن
على(الإمام زين العابدين ) بن الحسين
(سيد الشهداء) بن على بن أبي طالب أمير المؤمنين والخليفة الرابع رضي
الله عنهم أجمعين
.
فالإمام المهدي في عقائدهم ، لم يمت بل غاب غيبة كبرى منذ العام 329هجرية
وبهذا يكون قد مضى على غيبته ألف ومائة وواحد سنة تقريبا! وهو موجود وحي . وهو
نفسه الذي سيبعث آخر الزمان بمكة وليس شخصا غيره وكل من يدعى بأنه هو المهدي غير
هذا فهو عندهم كذاب.
وأما أهل السنة والجماعة فكما يتفقون مع الشيعة في انه من آل البيت ،
لكنهم يختلفون معهم بأنه ليس هو الإمام الثاني عشر للشيعة بشخصه . وسبب الاختلاف
بينهم يعود إلى قضية العمر ! إذ يرى أهل السنة انه لا يمكن لإنسان أن يظل حيا كل
تلك الفترة وهى قد تعدت الآن الألف ومائة عام ! أما الشيعة فيبررون وجوده وحياته
بقولهم أن هناك بشرا قد عاشوا من قبل أعمارا طويلة كنبي الله نوح عليه السلام وكالحكيم
لقمان ...الخ ولم يقتنع أهل السنة بهذا التبرير ومعهم الحق فهذا التبرير واه جدا .
ولكن وبالرؤيا العلمية والعصرية لقصة أصحاب الكهف ، فليس لأهل السنة بعد ذلك مبرر
للرفض.
وإذا أردنا أن نعرف مكان الإمام المهدي! بناء على ما جاءنا من علم في
قصة أصحاب الكهف ، فما علينا إلا تحديد الأمكنة التي يظن انه اختفى فيها، أو تلك
التي يعتقد انه سيبعث منها ، ومن ثم نراقب مسار أشعة الشمس عند تلك المناطق، فإذا
مال عندها جزء من شعاع الشمس شروقا وغروبا بالضبط كما حصل في قصة أصحاب الكهف
،فهذا يعني أن المنطقة التي مال عنها شعاع الشمس منطقة عظيمة الكتلة فليس ببعيد
على الله أن يكون بقية آل بيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) راقد فيها وإذا
تمكنا من رؤيته وهو في سردابه سنرى مشهدا مثيرا
للرعب والخوف كما بينا في قصة أصحاب الكهف . والله اعلم.
من كتاب محمد الحفيان