المورو (مسلمي الفلبين)

ويسمون أيضا بانجسامورو أو بنغسا مورو، هم السكان المسلمون في الفلبين، والذين يشكلون أكبر مجموعة غير كاثوليكية في البلاد والتي تضم حوالي 5.1٪ (اعتبارا من أغسطس 2007) من مجموع سكان الفلبين. وهناك نحو 13 مجتمعا من مجتمعات السكان الأصليين غالبيتهم تحولوا إلى دين الإسلام وأصبحوا الآن من المسلمين أو الموروس. والأكثرية من هؤلاء المسلمين من أتباع الإسلام من المذهب الشافعي دخل مصطلح مورو (موور) حيز الاستخدام خلال فترة الاستعمار الاسباني من طرف الإسبان. حيث أنه كان يستخدم في الأصل للإشارة إلى المسلمين البربر والعرب الذين حكموا الأندلس (قبل الاسترداد)، ولكن بعد فترة بدأ استخدامها بشكل غير رسمي من قبل الإسبان للإشارة إلى جميع المسلمين.فور وصولهم(أي الإسبان)، لاحظوا في وقت مبكر نقلا عن واحد من أقرب كتابهم: يقولون أن هناك في هذا البلد، الموور [موروس] مثل أولئك البربر [البربر]، وأن قوتهم في الأسلحة تساوي تماما تلك التي لدى أولئك الناس. وأنهم يقاتلون ويدافعون عن أنفسهم مثل الأتراك ... - علاقات جزر القلبين، 1569. كما أن هذا المصطلح موصوف ذاتيا من قبل المجتمعات المحلية نفسها. وهناك أيضا تجمع إعلان دانسالان التاريخي وإعلان زامبوانغا للمورو وقادة اللوماد لإعلان احتجاجهم على مخطط إدراج أراضيها السيادية ضمن الكومنولث الفلبيني الناشئ. وعلى كل الإعلانات، استخدم الموقعون كلمة " أمة المورو " والتي ترجمت إلى بنغسا مورو. في التاريخ الحديث، الجماعات ذات النفوذ مثل جبهة تحرير مورو الوطنية (الجبهة الوطنية) تبنت هوية المورو من أجل توحيد جميع الجماعات الإسلامية في الفلبين. وهذا يختلف عن هوية "الفلبينية" حيث كان الكثير ينظر إليها على أنه نعت لتحويل المجموعات العرقية إلى الكاثوليكية. وبالإضافة إلى ذلك، نور ميسواري وهو واحد من القادة المؤسسين لبعض الحركات الاجتماعية للمورو، وضح أن المورو ليسوا جزءا من أغلبية المجتمع الفيليبيني مع رفع شعار "مورو ليسوا فيليبينيون" في خضم نضالهم لأجل الحصول على الحكم الذاتي أو الاستقلال عن الحكومة المركزية الفيليبينية ذات الغالبية الكاثوليكية. وتكمن جذور هذا من خلال مقاومة الحكومة بعد الاحتلال الإسباني والأمريكي الذين أجبروهم على التخلي عن نظامهم في الحكم الذي كان عبارة عن سلطنة والاندماج ضمن الجمهورية الفلبينية الحديثة باعتبارها سياسة رسمية. يعيش معظم شعب مورو في مينداناو، سولو وبالاوان. ويرجع ذلك إلى الحركة المستمرة لشعوبها منذ القرن ال16 حتى الوقت الحاضر بسبب حرب الفلبين - بنغسا مورو، كما أن مجتمعات المورو يمكن العثور عليها في جميع المدن الكبرى في الفلبين، بما في ذلك مانيلا، سيبو ودافاو. وقد هاجر العديد من الموروس إلى ماليزيا واندونيسيا وبروناي في النصف الأخير من القرن العشرين بسبب الصراع في جنوب الفلبين.حاليا، يمكن الاطلاع على المجتمعات الحديثة اليوم في كوتا كينابالو، سانداكان، سيمبورنا في صباح (ماليزيا)، شمال كاليمانتان المجاورة في إندونيسيا، وكذلك في بندر سيري بيغاوان بروناي.
الاسلام في الفلبين
كان قدوم الإسلام إلى جنوب شرقي آسيا عبر محور (بحري) سرى الإسلام عبره خلف الطرق البحرية التجارية فأشرق على جزر أندونسيا والملايو، ثم تقدم نحو الشمال الشرقي، فوصل جزر الفلبين في أعقاب القرن السادس الهجري، وكانت بداية الوصول عبر جزيرة صولو، إحدى جزر الفلبين، وحمل المسلمون من أهل المنطقة مسئولية الدعوة بمساعدة من وصل إليهم من التجار العرب فانتشر الإسلام في منداناو، وصل بعض الأشراف إليها سنة 880هـ يدعون إلي الإسلام فوصلوا إلى ماجنداناو ثم واصلوا إلى لاناو في الجنوب الفليبيني وتقدم إلى مانيلا في الشمال وتأسست ممالك إسلامية في الجزر السابقة، وكان ملوكها من العرب الأشراف
.
*الاحتلال الإسباني
عندما جاء الإسبان كمستعمرين لجزر الفلبين وجدوا إمارات إسلامية بتلك الجزر، وكان أول وصول للأسبان ممثلا في مجموعة من سفن الكشوف الجفرافية قادها (ماجلان)، وقاوم مسلمو الفلبين الغزو الجديد فاشتبكوا في معارك بحرية مع ماجلان وسفنه، نتج عنها مقتل ماجلان في جزيرة ماكتان، وعلى إثر ذلك أرسلت أسبانيا العديد من الحملات إلى جزر الفلبين، ولم تتمكن من السيطرة على الجنوب، فاتجهوا إلى شمال الفلبين حيث مناطق الوثنين، ونجحوا في إخضاع الشمال، ولم يتمكنوا من فرض سيطرتهم على جنوبي الفلبين، وحاول الأسبان بقوة السلاح منع انتشار الإسلام في شمال الفلبين، ومكث الأسبان بالفلبين قرابة أربعة قرون عرقلوا خلالها تقدم المسلمين وانتشار الإسلام ولكن استطاع المورو المسلمون الحفاظ علي عقيدتهم وملامح الحضارة الإسلامية خلال تلك الفترة الطويلة من الاستعمار ويستعمل المورو اللغة العربية في كتابة لغاتهم المحلية وهي لغة ماجنداناوون ولغة ماراناو ولغة إيرا نون ولغة تاوسوغ ولغة ياكان
مقاومة المسلمين في الفلبين
تكونت جماعات مقاومة أبرزها جبهة تحرير مورو الوطنية في عام 1962م لتخوض حرباً ضد التحدي الذي تعرض له المسلمون الذي تمثله منظمة " إلاجا"، حيث قتل أكثر من مائة ألف مسلم، وشرد نحو مليوني مدني مسلم، واغتصبت مئات آلاف هكتار من أراضى المسلمين، وأحرقت البيوت والمساجد والمدارس ،ثم في عام 1982 انشقت جبهة تحرير مورو الإسلامية إثر خلاف بين الزعيمين نور ميسوارى والشيخ سلامات هاشم حول رؤية حل القضية عشية توقيع معاهدة بين الحكومة الفلبينية والجبهة المعروف باتفاق طرابلس في عام 1976، ثم في عام 1996 توصلت الجبهة الوطنية إلى اتفاق جديد مع حكومة فيديل راموس ولم توف الأخير التزاماتها، ثم في عام 1997م لبت جبهة تحرير مورو الإسلامية دعوة الحكومة الفلبينية للخوض في مائدة المفاوضات واستغرقت المداولة بين الطرفين عشرة أعوام إلى أن توصلا إلى التوقيع النهائي المقرر في 5 من شهر أغسطس 2008 فتدخلت المحكمة العليا الفلبينية بتجميده جراء اعتراض من السياسيين المسيحين في الجنوب فاندلعت الحرب بين الطرفين إثره. كافح هذا الشعب من الاحتلال أكثر من أربعة قرون بدء من احتلال أسباني مرور باحتلال أمريكي ويابانى ثم حكومة الفلبين. وقد تمكن شعب مورو المسلم من الحفاظ على الشخصية الإسلامية، فالمورو يتحدثون ثمانى لغات تكتب بعضها بحروف عربية، وتعتبر العربية عندهم اللغة الثانية، ولهم مدارسهم المقامة بجهود ذاتية، وهناك جامعة إسلامية على غرار منهج جامعات نظامية المعروفة بجامعة مسلمى ميندناو بمدينة مراوى. وتتركز أغلبية المسلمين بالفلبين في القسم الجنوبي، في الجزر التي يتكون منها أرخبيل صولو وجزيرة منداناو التي تمثل ثاني كبرى جزر البلاد، وتوجد أقلية مسلمة في باقي جزر الفلبين، ويقدر عدد المسلمين بحوالي 12 مليون نسمة يمثل5% من السكان. وقد كافح المسلمون لقيام دولة (بنجسا مورو) في جنوب الفلبين
المفاوضات في مورو
لجأت الحكومة الفلبينية للتفاوض ليقينها بعدم قدرتها على مجابهة شعب مورو عسكريًّا حتى تم التوصل لما يعرف باسم “اتفاق طرابلس” عام 1976م تحت رعاية منظمة المؤتمر الإسلامي والحكومة الليبية، والذي يمنح شعب مورو حكمًا ذاتيًّا. لكن البنود النهائية للاتفاقية خيبت آمال شعب مورو، وأفرغت الاتفاق من مضمونه.
هذا الاتفاق أدى لانشقاقات كبيرة في جبهة تحرير مورو الوطنية، حتى ينتهي الأمر بتأسيس “جبهة تحرير مورو الإسلامية” عام 1983م، وتستمر المعارك بين شعب مورو والحكومة الفلبينية، والتي تسببت في مقتل أكثر من 150 ألف مسلم منذ الاستقلال، بالإضافة لمئات الآلاف من الجرحى وملايين المهاجرين.
في عام 1997م، دخلت الحكومة في مفاوضات مع جبهة تحرير مورو الإسلامية استمرت طوال 16 عامًا، حتى تمكن الطرفان من الوصول إلى “اتفاقية إطارية” جديدة عام 2012م. هذه الاتفاقية جددت الآمال في انتهاء فترات الصراع المسلح في الفلبين.
جدير بالذكر أن الحكومة الفلبينية خرقت أكثر من مرة الهدنة بين الجانبين أثناء عمليات التفاوض، كان أبرزها عام 2003م عندما شنت القوات الفلبينية حربًا شاملة جديدة بدأت خلال صلاة عيد الأضحى.
اتفاقية بانجسامورو للسلام
منذ عام 1997م وحتى عام 2000م، كانت المفاوضات داخلية بين الحكومة وزعماء الجبهة، والتي تخللتها الكثير من الخروقات من قبل الحكومة الفلبينية، حتى رأت الجبهة أنه لا فائدة من التفاوض.
في عام 2001م، لجأت الحكومة الفلبينية إلى وساطة ماليزيا لإقناع الجبهة بالعودة للتفاوض، وهو ما قبلته الجبهة لكن بشرط أن تكون المفاوضات خارجية.
في عام 2012م، تم توقيع الاتفاق الإطاري بين الجانبين بالفعل في العاصمة الماليزية كوالالمبور، لتنتهي عقود من الصراعات شهدت مئات الآلاف من القتلى.
في يوم الخميس 27 مارس 2014م، وقع الرئيس الفلبيني بينينيو أكينو ورئيس جبهة تحرير مورو الإسلامية مراد إبراهيم اتفاق سلام نهائي يقضي بتشكيل منطقة مسلمة ذاتية الحكم بحلول عام 2016م.
تقضي الاتفاقية الجديدة بمنح شعب مورو حكمًا ذاتيًّا بصلاحيات واسعة في 5 محافظات يشكلون فيها الأغلبية كمسلمين.
تقضي الاتفاقية بصياغة دستور خاص بولاية “بانجسامورو” وهي اسم المنطقة ذاتية الحكم، يتم عرضه في استفتاء على سكان المنطقة.
تشمل الاتفاقية وجود نظام انتخابي مستقل ووزارات مستقلة عن الحكومة المركزية في الفلبين، كما تتمتع حكومة بانجسامورو بصلاحية إبرام اتفاقيات اقتصادية داخلية وخارجية. كما ستملك حكومة المنطقة الذاتية أيضًا سلطات حصرية في مجال العدل والقضاء الشرعي. وسيكون لحكومة بانجسامورو الحق في فرض الضرائب والرسوم، وتلقي المنح والتبرعات من مصادر محلية وخارجية.
وسيكون لها حصة عادلة في الموارد الطبيعية المستخرجة ضمن منطقة الحكم الذاتي.
وستشمل السلطات المشتركة مع الحكومة المركزية كل من مجالات الدفاع والأمن والسياسة الخارجية والتجارة العالمية والسياسة المالية والهجرة والخدمات البريدية.
في المقابل فإن الاتفاقية تشمل تعهد جبهة تحرير مورو الإسلامية بإلقاء السلاح بعد الحصول على الحكم الذاتي