النفس البشرية ؟

وهل هي حقيقة مادية يمكن قياسها بالوزن او المقاييس البعدية او الطاقوية.. كما الصبغة الربانية المادية تماما ؟؟؟...
النفس هي ذلك الجزأ من الروح الذي يسكن الجسد المادي لإبن آدم ؛... لأن الروح كبيرة وخالدة... اما النفس فإنها تموت.. " كل تفس ذائقة الموت "( ال عمران ١٨٥).
وترحل الروح بمركباتها الستة إلى السماء في الحبل الأثيري عبر نفق النور الذي جاءت منه.. ومعها العقل والقلب والنفس وكل ملفاتها من العمل من الهوى والتقوى... ويبقى الجسد الطيني إلى الطين يعود بإذن الله...
بما ان النفس روح.. عندها نتوقف قليلا نحترم كينونتنا لأن هناك حقيقة صادمة ؛...
"وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا"..
(الإسراء -85).
فمقدار العلم الذي عندنا عن حقيقة الروح قليل.. ومن هذا القليل وعلى هذا القليل نعيش بإذن الله!..
والنفس البشرية لها مواصفاتها وخصائصها وليس هذا بحثنا هنا بإذن الله.. ولكن يهمنا منها تلك الخاصية المتفردة ...
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : كُتِبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ نَصِيبُهُ مِنْ لزِّنَا مُدْرِكٌ ذَلِكَ لَا مَحَالَةَ فَالْعَيْنَانِ زِنَاهُمَا النَّظَرُ وَالْأُذُنَانِ زِنَاهُمَا الِاسْتِمَاعُ وَاللِّسَانُ زِنَاهُ الْكَلَامُ وَالْيَدُ زِنَاهَا الْبَطْشُ وَالرِّجْلُ زِنَاهَا الْخُطَا وَالْقَلْبُ يَهْوَى وَيَتَمَنَّى وَيُصَدِّقُ ذَلِكَ الْفَرْجُ وَيُكَذِّبُهُ".. ( البخاري ).
يهمني هنا من هذا الحديث العظيم آخره ...والقلب وهو مركز النفس يهوى ويتمنى ويصدق ذلك الفرج اي الجسد او يكذبه ....وهنا تتجسد واضحة حقيقة العلاقة القائمة بين النفس وبين الهوى... مما يفتح النافذة واسعة لما لنتحدث عن تلك العلاقة الفريدة بإذن الله "..
اذا لدينا في علم الطبع النجمي الرباني... ( الفطرة البشرية في قالب النفس الروحية ).. حقائق عرفناها واضحة بإذن الله فعندنا اذا دوائر حساسة شديدة الحساسية ...
دائرة الهوى وقد تحدثنا عنه سابقا في عجالات سابقة... وانه ليس شر كله ؛... ودائرة النفس البشرية الروحية الشفافة التي تهوى وتتمنى.. وتجب مراقبتها بحذر من قبل دائرة أخرى.. هي العقل الحكيم من شر دائرة أخطر هي دائرة الشيطان !!!
فمن هو الشيطان ؟..
ولماذا هو يكرهنا بني آدم إلى هذه الدرجة ويريد هلاكنا ؟؟
وما هي اخطر اسلحته ضدنا يا ترى ؟ وأين هي ؟ وكيف يستخدمها ؟!..
طبعا أسئلة كثيرة إجاباتها حياة البشرية كلها منذ ان خلقت حتى الآن.. ولا اريد هنا ان أروي قصصا ليس هنا مجالها... ولمن لا بد ان نعرف الحقيقة جلية واضحة من مصادرها الأصلية ومن نص اصولها المرجعية بإذن الله ....
انه الله العظيم الأعظم ،.. شاءت قدرته ان يخلق ألجن.. فخلقهم واسكنهم الأرض.. وكان أفضلهم واتقاهم عبدا مميزا يقال ان اسمه كان عبد الرحمن.. كان تقيا جدا بشكل يعجز التصور الخلقي لمثله ان يكون من الجن.. فهو من شدة دعاءه وحبه العظيم لله سبق الملائكة في الدعاء والعبادة والمناجاة.. فرفعه الله لدعاءه لمصاف الملائكة وقربه منه نجيا ..
ثم شاءت القدير ان يخلق خلقا آخر وهو أحسن الخالقين ...
"وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ "..
(البقرة: 30).
نعم قال لهم وهو الله... " اني اعلم ما لا تعلمون "..
وهل اعجب ذلك العبد الصالح الذي كان من الجن في مصاف الملائكة ؟؟؟
نكمل القصة !..
"وعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (31) قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32) قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ ۖ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ (33) وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (البقرة -٣٤)...
نعم أخذته العزة بألاثم وكان الأولى به ان يكون أول الساجدين .. لأنه وحده الذي يملك الاختيار الا ان الكبر والحسد والعجب غلباه للأسف بقدر الله ...