ولادة المجرات وفجر الكون

فجر الكون..
نمتلك الآن بعض المعلومات الهامة التي يمكن أن نستخدمها لصياغة نموذج يشرح تكون المجرات الأولى،.. فنحن نعرف عن توزيع المادة والطاقة في الكون في لحظات مبكرة جدًا،.. ونعرف كم وتأثير المادة والطاقة المظلمة في الكون،.. ولدينا قاعدة بيانات ضخمة من تلسكوبات عديدة لمجرات من فئات عمرية مختلفة... يمكن من خلالها عمل مسح سماوي لرصد توزيع المجرات في الكون حاليًا،.. سوف نضع كل ذلك في نموذج حاسوبي واحد لنرى ما يمكن أن يحدث،..
توصل العلماء إلى نموذج محاكي يشرح تطور ما نسميه هيكل واسع النطاق(Large Scale Structure) للكون على المستوى الكلّي،...
وهو ما وصلت إليه عمليات النمذجة التي قام بها الفلكيين بعد استخدام البيانات التي تحدثنا عنها خلال التقرير،... ما كان مفاجئًا هو أن عمليات المسح السماوي لأعداد مهولة من المجرات.. كانت قد رصدت بالفعل تركيبة مشابهة للحالة النهائية لهذا النموذج...
يشرح هذا النموذج.. أنه ربما للمادة المظلمة دور في تكوين المجرات الأولى؛.. حيث إنها -وهي صاحبة الكم والتأثير الجذبوي الأكبر في الكون-.. هي ما دفع المادة العادية في الكون- وهي الكم الأقل-.. للتجمع بالمقام الأول في أشكال خيطية ما بينها فجوات كالأسفنج،.. كانت تلك الدفعة هي ما جمع الغاز والغبار الكوني المبكر مع بعضه البعض،... بسبب ذلك الاندفاع تكونت مناطق كانت فيها كثافة المادة أكبر من غيرها،... تكدست كمّيات الغاز والغبار معًا لتصنع النجوم.. ثم المجرات الأولى.. في تلك المناطق.. وسحبت جاراتها بقوى الجذب،..
كيف تكونت تلك المجرات الأولى؟؟؟..
هناك احتمالان أساسيان يشرحات تكون المجرات الأولى،.. فإما أن المجرات تكونت مرة واحدة من الغاز والغبار،..
أو أنها تجمعت في البداية بأحجام وكتل شبيهة بالتجمعات العنقودية Globular Clusters.. ثم تجمعت تلك الكتل فصنعت المجرات،...
يميل الفلكيون إلى الفرضية الثانية...
والتي بالمثل تشرح كيفية تجمع المجرات في مجموعات ثم مجموعات أكبر وهكذا..
بعد ذلك،... اتخذت المجرات أشكالها التي نعرفها اليوم،.. هناك عدة أنواع نعرفها من المجرات تظهر في تقسيم هابل الشهير ،..
كانت المجرّات الحلزونية هي ربما أوّل المجرات التي تكونت في الكون،... نلاحظ ذلك حينما نرصد نجومها فنجد أنها لازالت شابة،.. أما المجرات الإهليلجية (البيضاوية).. فيُنظر لها على أنها أكثر الأنظمة تطورًا في الكون،.. فحينما نرصدها لانجد فيها من الغاز والغبار ما يمكن أن يصنع نجومًا جديدة،... بينما نجد أن نجومها تميل للون الأحمر. ، إنها نجوم عجوزة...
الجزيرة نت..