وانا علي اثارهم مقتدون

وانا علي اثارهم مقتدون "[2] (الزخرف -24).
هل يصبح الصيام عادة ؟
اولا نتحدث عن الصوم والصيام هنيهة باذن الله ؟
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ"(البقرة -183).
لو انك سالت مسلما تعلم في اي مدرسة عن الصيام ؛ يقول لك بكل ثقة : لا طعام لا شراب لا تواصل جسدي مباشرة ؟
لان هو مفهوم الصيام العام الذي كتب علينا بنص الاية وعلى الذين من قبلنا باذن الله !!!
فما هو الصوم اذا يا ربنا ؟
هل هو نفس معني الصيام ام ان له مفهوما ربانيا مختلفا ؟؟؟!!!
فلننظر الي كلام ربنا يجيبنا باذنه ...
"فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا ? فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَ?نِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا" (مريم -26).
تعطي الاية معني جديد واضافي لحقيقة الصيام والصوم ...نذرت للرحمن صوما ...فلن أكلم اليوم انسيا...
يعني ان الصوم له علاقة بالكلام ...له علاقة باللسان ...له علاقة بكل ما نتفوه به باذن الله ...
ومن هنا ياتي هذا القول الصارخ لسيدي وحبيبي المصطفي صلي الله عليه وسلم ...
"مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ "(البخاري ).
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ليس الصيام من الشراب والطعام وحده ، ولكنه من الكذب والباطل واللغو .
وقال جابر بن عبد الله الأنصاري : إذا صمتَ فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب ، والمأثم ، ودع أذى الخادم ،
وليكن عليك وقار وسكينة يوم صومك ، ولا تجعل يوم فطرك ويوم صومك سواء .
وعن حفصة بنت سيرين – وكانت عالمة من التابعين - قالت : الصيام جُنَّة ، ما لم يخرقها صاحبها ، وخرقها الغيبة .
وعن ميمون بن مهران : إن أهون الصوم ترك الطعام والشراب .
"فمن صام صوماً ظاهريّاً جسديّاً ، ولكنه لم يصم صوماً قلبيّاً : فإنَّ صومه ناقص جدّاً جدّاً ,
لا نقول : إنه باطل ، لكن نقول : إنه ناقص , كما نقول في الصلاة , المقصود من الصلاة الخشوع والتذلل لله عز وجل ,
وصلاة القلب قبل صلاة الجوارح , لكن لو أن الإنسان صلّى بجوارحه ولم يصلِ بقلبه ،
كأن يكون قلبه في كل وادٍ : فصلاته ناقصة جدّاً , لكنها مجزئة حسب الظاهر ، مجزئة لكنها ناقصة جدّاً ,
كذلك الصوم ناقص جدّاً إذا لم يصم الإنسان عن معصية الله , لكنه مجزئ ؛ لأن العبادات في الدنيا إنما تكون على الظاهر"
( ابن عثيمين ).
ولذلك فان الاصل هو صوم وصيام صوم القلب والعقل والعوالم في كينونتنا ثم صوم الجسد معها والجوارح
فتصبح الكينونة كلها صائمة لله وكفي ،اذا هي النوايا من جديد تظهر جلية واضحة ساطعة لكل ذي لب...
فلايفوز من ادمن الصيام من غير صوم باذن الله!!!
وهنا اقول ان الذي يفقد معني الصوم في صيامه يسهل وببساطه ان يتحول صيامه الي عادة
لان الشيطان يلبس على عقله السالب من خلال هواه فيدمن الاكل والشرب والسهر والمتعة الفارغة
من الفضائيات اللانهائية فتصبح طقوسا وهمية يستمتع بصدق وينفعل معها بعمق بها
فيجمل مائدته بشتي انواع الطعام والشراب والحلويات التي قد يسافر لجلبها وعندما يؤذن للصلاة
يكون متخما نائما مسطولا لا يقدر علي حراك قط .
جعلكم الله جميعا باذنه من اهل الصوم والصيام .