قد افلح كم زَكَّاهَا

?وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا*فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا*قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا*وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا?[ سورة الشمس الآيات :1-10]
يالله ...النفس ...السر العميق والكنز الدفين مناط التكليف ...
تدخلك الجنة او تخرجك منها وهي التي تختار فحذار حذار ...
تحتاج اولا منك ان تتعرف عليها ...تضحك ...ومن ذا الذي لا يعرف نفسه ؟؟
انا اضحك منك لأن الكثيرين للأسف لا يعرفون أنفسهم ...
يظن انه يحكي مع نفسه ولا يعرف انه يسارر شيطانه ويشاوره وهو يرد عليه ويتناقش معه ثم يضحك في النهاية ويقول ...
لا كنت فقط بحكي مع حالي !!!!
مسكين انت ! تعرف علي نفسك... لا تظلم نفسك في شيئ فتنتقم منك وتوردك المهالك ،
تعرف عليها في جلسة خلوة حقيقية مع نفسك وليس شيطانك او قرينك الفاسق او الكافر ...
كيف اذا اعرف أني احكي مع نفسي ؟؟؟
عندما تتحصن وتقرأ الأذكار بعد صلاة من الصلوات وياحبذا...ان كانت فجرا اجلس مع نفسك بصدق تعرف اليها
كلمها وتأكد عندها من تنهيداتك ان من يرد عليك هي نفسك فأنت غير ملوث الان بفضل الله
وهنا لا عجب ان يحرم من صدق دفق حديث النفس وانفاس الروح كل الذين لا يصلون ولا يتحصننون ولا يتطهرون
وللأسف ما زالوا يصرخون نشعر بالأرق نشعر بالاكتئاب نشعر الحزن تشعر بالضياع نشعر بالوحدة نشعر برغبة في الانتحار...
لان نفوسهم في جوف صدورهم تمقتهم مقتا "وقد خاب من دَسَّاهَا".
ثم ماذا ؟؟اعقد مع نفسك اتفاقية ! نعم !! اتفاقية .
نعم اتفاقية مشارطة ...من تريد ان تكون انت ! وماذا تريد ان تنجز في حياتك ؟؟؟
وماهي نقاط قوتك التي تعرفها ! نقاط ضعفك الحقيقة ما هي ...نسوان...شباب ..فلوس ...أكل وشرب ...
رئاسة وسلطة ...بيوت واراضي وعقارات ...سيارات ...تجارة ...ذرية ...مغامرات !!!!!
حدد لنفسك مساقها واين تريد اياها ان توصلك حتي تبرمج هي معك بصدق باْذن الله !!!
حدد نقاط الخطر اللي تكسرك وتكسرها وانت تعرفها ويجب ان نتجنبها قدر الإمكان ...
ثم وقع الاتفاقية معها باْذن الله بالدموع والتنهيدات الحارة الصادقة لله واعزم ان تصدق وتخلص لله رب العالمين
ومن هنا نبدأ ونقول بصدق "ونفس وما سواها " هذا القسم العظيم بهذه النفس العجيبة من خلق الرحمن
وهي نَفَس من نفس الصدر وتنهيدة الروح تتفلت منك واخطر منها الهوي المدمر...
"وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى"[النازعات:40-41]،
هنا تنهار النفس وتتحطم وهنا يجب ان يظل العقل متيقظا
وهنا تأتي المراقبة الحية اليقظة الحكيمة الصبورة المتأنية والذكية من العقل ..
فليس هناك اخطر من "الهوي" والطبع الجِبلي لكينونة ابن آدم والذي فُطر عليها ربانيا
كي يعشق الشهوات ومقاومته احيانا قد تكون ضربا من الخيال الا من رحم ربك وقليل ما هم ...
فيقول الله تعالى: "زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ
مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ ( ال عمران 14).
هذه هي الشهوات المدمرة المهلكة هل تظن انك تستطيع مقاومتها ...
لا تضحك من نفسك على نفسك فمن اجل ذلك ان الله هو الغفور الرحيم جل علاه...
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ عن َالَرَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم:-
وَالّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَذَهَبَ اللّهُ بِكُمْ، وَلَجَاءَ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ، فَيَسْتَغْفِرُونَ اللّهَ، فَيَغْفِرُ لَهُمْ"
(رواه مسلم).
"فيستغفرون" نعم يستغفرون فيغفر الله لهم ولا يبالي سبحانه وتعالي.
قال الله تعالى:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ *
وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ ) (الحشر-18/19).
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
(حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا، فإنه أهون عليكم في الحساب غداً أن تحاسبوا أنفسكم اليوم،
وتزينوا للعرض الأكبر، يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية).
هذا مقام المحاسبة ومن بعدها مقام الملاومة " النفس اللوامة "
والتي بكت صاحبها إن حاد على الجادة لتصل بها الي الطمأنينة باْذن الله طمأن الله نفوسكم وقلوبكم اجمعين باْذن الله .