حسن الظن بالناس

حسن الظن هو شعور يسكن قلب العبد وإمّا أن يكون لله سبحانه وتعالى، أو من العبد للعبد، فحسن الظن بالله رغم تشعبه كمفهوم إلا أنه قد يتلخص برضى العبد بما أعطاه الله سبحانه وتعالى، والتوكّل عليه، أما من العبد للعبد فهو الشعور بالطمأنينة والراحة النفسية عند التعامل مع الآخرين، فيعمل على ربط قلوبهم ويجعلها أشدّ ألفة ومحبة. *الأسباب المعينة على حُسن الظن هناك العديد من الأسباب التي تعين المسلم على إحسان الظن بالآخرين، ومن هذه الأسباب: 1-الدعاء: فإنه باب كل خير، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يسأل ربه أن يرزقه قلباً سليماً. 2-إنزال النفس منزلة الآخر: فلو أن كل واحد منا عند صدور فعل أو قول من أخيه وضع نفسه مكانه لحمله ذلك على إحسان الظن بالآخرين، وقد وجه الله عباده لهذا المعنى حين قال سبحانه: {لوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً} (النور:12). وأشعر الله عباده المؤمنين أنهم كيان واحد، حتى إن الواحد حين يلقى أخاه ويسلم عليه فكأنما يسلم على نفسه: {فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ } (النور:61). 3- حمل الكلام على أحسن المحامل : هكذا كان دأب السلف رضي الله عنهم. قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ""لا تظن بكلمة خرجت من أخيك المؤمن شرًّا، وأنت تجد لها في الخير محملاً""، وانظر إلى الإمام الشافعي رحمه الله حين مرض وأتاه بعض إخوانه يعوده، فقال للشافعي: قوى لله ضعفك، قال الشافعي: لو قوى ضعفي لقتلني، قال: والله ما أردت إلا الخير، فقال الإمام: أعلم أنك لو سببتني ما أردت إلا الخير. فهكذا تكون الأخوة الحقيقية إحسان الظن بالإخوان حتى فيما يظهر أنه لا يحتمل وجهاً من أوجه الخير. 4- التماس الأعذار للآخرين : فعند صدور قول أو فعل يسبب لك ضيقاً أو حزناً حاول التماس الأعذار، واستحضر حال الصالحين الذين كانوا يحسنون الظن ويلتمسون المعاذير حتى قالوا: التمس لأخيك سبعين عذراً.