top of page

العفه


خُلق العفة دعا الإسلام إلى التَّحلي والتَّخلق بكل خلقٍ حسن، فإنما يُعرف المسلم بأخلاقه الحَسَنة، ويمتاز عن غيره بتمسُّكه بها، ومما ينبغي على المسلمين أن يتميزوا به من الأخلاق خُلُق العفّة، والعفة تعني البعد عن الفواحش والرذائل والقدرة على ضبط الشهوات التي تدعو إليها النفس البشرية، فهي جُلبت على حبِّ الهوى، وطاعة النَّفس الأمّارة بالسوء، وكلما ابتعد المسلم عن الشهوات والملذّات كان أقرب للتحلي بالعفة التي توصل إلى تقوى الله والقُرب منه. تعريف العفة في الاصطلاح بأنها: (هيئة للقوة الشهوية متوسطة بين الفجور الذي هو إفراط هذه القوة، والخمود الذي هو تفريطها، فالعفيف من يُباشر الأمور على وفق الشرع والمروءة). وقيل أيضا هي: (ضبط النفس عن الملذات الحيوانية، وهي حالة متوسطة بين الإفراط وهو الشره والتفريط وهو جمود الشهوة). *أنواع العفة تُقسم العفة إلى نوعين رئيسين، وبهما يمكن تمييز المسلم الملتزم بأخلاق الإسلام عن غيره من الناس: لنوع الأول: العفة عن المحارم، ويُقصد بها الكف عن محارم المسلمين، من الدم والمال والعرض، وهذه العفة نوعان عند العلماء، الأول: ضبط الفرج عن الحرام؛ أي عدم الاقتراب الفعلي من الحرام سواء بالزنا أو ما قاربه من المحرمات، والثاني كفّ اللسان عن الأعراض؛ أي من الفحش والتفحش بالكلام كالغيبة والنميمة، والخوض في أعراض الناس، وغير ذلك. النوع الثاني: العفة عن المآثم والمعاصي، وهي نوعان: الكف عن المجاهرة بالظلم؛ أي الكف عن ظلم الناس جهاراً نهاراً، وعدم الخوف من الله تعالى عند ظلم الناس، وعدم الاعتراف بظلمهم مع علم الظالم في سريرة نفسه أنه ظالم، وكفّ النفس عن الإصرار على الخيانة، سواء كان ذلك في الظاهر أو الباطن؛ في الظاهر أمام الناس، وفي الباطن في سريرة نفسه. العفة في القرآن الكريم جاء ذكر العفة في نصوص القرآن الكريم في مواطن كثيرة، وفي حالات متعددة ومن هذه النصوص: قال الله سبحانه وتعالى: (لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ)

في الآية الكريمة بيّن الله تعالى صفات فقراء المهاجرين الذين يستحقون الصدقات ولتعففهم يحسبهم من لا يعرف بأحوالهم أغنياء غير محتاجين للصدقات، لأنهم لا يسألون الناس حاجتهم، ولا يُظهرون احتياجهم.

قال الله سبحانه وتعالى: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذلِكَ أَزْكى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما يَصْنَعُونَ*وَقُلْ لِلْمُؤْمِناتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا ما ظَهَرَ مِنْها)

أمر الله عباده المؤمنين في الآية الكريم بأن يغضّوا من أبصارهم، فلا ينظروا إلى الأجنبيّات عنهم من النساء، وأن يحفظوا فروجهم، فلا يكشفوها لأحد إلا ما كان من الزوج لزوجه وهذا من العفة، ويصدق على ذلك أيضاً أن يحفظوا فروجهم من الوقوع في المحرم، بارتكاب الزنا والفواحش، وغير ذلك.

قال الله سبحانه وتعالى: (وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ فَكاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً وَآتُوهُمْ مِنْ مالِ اللَّهِ الَّذِي آتاكُمْ وَلا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ عَلَى الْبِغاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَياةِ الدُّنْيا وَمَنْ يُكْرِهْهُنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْراهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ).

أمر الله سبحانه وتعالى في هذه الآية من لا يستطيع الزواج لعدم وجود الزوج أو الزوجة، أو لعدم القدرة المادية على الزواج أن يستعفف، أي:

أن يعفّ نفسه بالصبر، والصيام، والصلاة، ويتصبَّر على ذلك بالطاعة .

مواضيع سابقة
bottom of page