الحبّ في الله

الحبّ في الله من أسمى علاقات الحبّ وأعظم القربات إلى الله سبحانه وتعالى، يتبادل فيها المحبّون والمتصاحبون مشاعر الأُلفة والمودّة التي يحثّ عليها ديننا الحنيف، ويكسبون حبّ الله ورضوانه والكثير من المنافع في دنياهم وبعد مماتهم، ويتّبعون بحبّه خُطى الأنبياء والصّالحين من عباد الله، على أن يكون الحبّ في الله خالصاً نقيّاً خالياً من المنافع والشّروط والمصالح. * صفات المتحابّين في الله: 1 -يتوافق الطّرفان في الأمور والقرارات كلّها. 2-ينعدم الحسد والغيرة بينهما. 3- يحبّ المحبّ في الله لحبيبه ما يحبّه لنفسه. 4-تكون الطاعة معياراً للحبّ. *صفات المحبوب في الله لا يصلح كلّ أنواع البشر للمصاحبة والحبّ في الله، حيث حُصِرت فئةٌ من ذوي الخصال الحميدة لهذه السّمة، ومن صفاتهم. 1- ذوو عقلٍ: فلا يصلح الأحمق للحبّ في الله؛ فالعقل هو رأس مال المرء وهو ما ينفعه وينفع غيره. 2- ذوو أخلاقٍ حسنةٍ: حتّى لو كان الشخص ذا عقلٍ فسيظهر خلقه السيّئ عند غضبه، أو شهوته، أو جبنه، أو بخله، لذا عليك بالصّاحب ذي الخلق الحسن الّذي لا تغيّره المواقف. *فضائل الحبّ في الله حبّ الله تعالى: وهو أسمى ما يسعى إليه المسلم، فحبّ الله لعبده المحبّ يعود عليه بالكثير في دينه ودنياه ومماته؛ فقد وعد الله سبحانه وتعالى في مُحكم كتابه أن يحبّ من أحبّ فيه، ومن جالس فيه، ومن تزاور فيه، وأحبُّ المتحابَّين إلى الله أشدُّهما حبّاً لصاحبه كما ورد عن عن أبي الدّرداء رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: (ما من رجلَينِ تحابَّا في اللهِ بظهرِ الغيبِ إلا كان أحبُّهما إلى اللهِ أشدَّهما حُبًّا لصاحبِه) [صحيح الترغيب]. *إكرام الله: من أحبّ صاحباً في الله أكرمه الله ورزقه من سائر نعمه، من علمٍ، وجاهٍ، ومالٍ، وراحة بالٍ، وإيمان، وعملٍ صالح، ومَن أكرم من الله حين يُعطي، ومن يفتح رزقه إذا أمسك. *ظلّ عرش الرّحمن: وعد الله تعالى عباده المتحابّين فيه بتظليلهم بظلّه يوم القيامة يوم لا ظلّ إلّا ظلّه، كما ذكر لنا رسولنا الكريم صلّى الله عليه وسلّم في أحاديثه. *الشّعور بطعم الإيمان وحلاوته واستكماله: عندما يستشعر المسلم حلاوة الإيمان، فإنّه يحتسب كلّ شيءٍ خالصاً لوجه الله وتزيد روابطه الإيمانيّة، ممّا يعود عليه بالنّفع في دنياه ومماته، ومن يحبّ الله سبحانه وتعالى ورسوله ويحبّ أصحابه في الله يجد حلاوة الإيمان ويستكمله. *القرب من الله وضمان مقعده يوم القيامة: ينال المتحابّون في الله مقاعدَ وقرباً من الله تعالى، مثل: النّبيّين، والشّهداء يوم القيامة بإذنه. *فضائل أخرى: وجوههم تشعّ نوراً يوم القيامة. لهم منابر من لؤلؤٍ ونور. تسمية المتحابّين في الله بأولياء الله تعالى. احبكم في الله جميعا
♡حب أبي بكر للرسول عليه افضل الصلاة والسلام ♡ أمر الله سبحانه و تعالى المسلمين بالمحبة و المودة و التراحم و الأخوة الصادقة فيما بينهم ، فكان أبو بكر الصديق خير من جسد و طبق هذه الأوامر و التعاليم في حبه للرسول -صلى الله عليه و سلم - فقد كان أبو بكر الصديق يحب الرسول أكثر من حبه لنفسه و ولده و ماله ، و كان رفيقه في السراء و الضراء و حين تشتد المصاعب ، حيث رافقه بالهجرة و لم يكترث للمخاطر الشديدة التي قد تلحق به من قريش لو أدركوه هو و صاحبه ، و كان أبو بكر يخشى على الرسول -صلى الله عليه و سلم- و يفتديه بنفسه فيتقدم الطريق قبله و يدخل الغار قبله حتى يتلقى عنه أي مفاجئة أو أي مكروه من الممكن أن يصادفهما . *و من شدة حبه للرسول -صلى الله عليه وسلم- كان أول من أسلم و أول من صدق الرسول في كل كلمة قالها ومن شدة حبه أيضا خدم الإسلام بإخلاص و تفاني لم يكن له ، مثيل فكان خير صديق لخير الأنبياء . * كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه يحب رسول الله صلى الله عليه و سلم كثيراً ، و كان ذلك الحب يطغى على نفسه و ولده و والده و الناس أجمعين و قد جاء في كتب السيرة أن أبا بكر رضي الله عنه لما هاجر مع رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى المدينة أخذ يمشي ساعة بين يدي رسول الله و ساعة خلفه ، حتى فطن له رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله أذكر الطلب فأمشي خلفك ثم أذكر الرصد فأمشي بين يديك فقال يا أبا بكر لو كان شيء أحببت أن يكون بك دوني قال نعم والذي بعثك بالحق ما كانت لتكون من ملمة إلا أن تكون بي دونك فلما انتهيا إلى الغار قال أبو بكر مكانك يا رسول الله حتى أستبرى ء لك الغار فدخل واستبرأه حتى إذا كان في أعلاه ذكر أنه لم يستبرئ الحجرة فقال مكانك يا رسول الله حتى أستبرى ء الحجرة فدخل واستبرىء ثم قال انزل يا رسول الله فنزل فقال عمر والذي نفسي بيده لتلك الليلة خير من آل عمر . و في حديث آخر قال أبو بكر لرسول الله عليه الصلاة و السلام على فم الغار : والذي بعثك بالحق لا تدخله حتى أدخله، فإن كان فيه شيء نزل بي قبلك، فدخل فلم ير شيئًا، فحمله فأدخله، وكان في الغار خرق فيه حيات وأفاعٍ، فخشي أبو بكر أن يخرج منهن شيء يؤذي رسول الله ، فألقمه قدمه فجعلن يضربنه ويلسعنه الحيات والأفاعي، وجعلت دموعه تنحدر، ورسول الله يقول له يا أبا بكر، لا تحزن إن الله معنا.