الحرب وبيع الاطفال

الاتجار بالاطفال ، وعادة تكون من جانب الوالدين أو الأشخاص المقربين، أو الأسياد أو الأوصياء. واحياناً تكون من الاوغاد الخاطفين ...فإن الغرض المعتاد هو السماح بعمليات بيع الأطفال للمصالح المادية. تفاصيل الحكايات على هذا المستوى مؤلمة يندى لها جبين الإنسانية، ولكن تبقى المشاهد الاكثر استفزازا لإنسانية الانسان هي الحكايات التي تتسرب إلى الاعلام وتحوي تفاصيل عمليات بيع آباء وامهات لبناتهن القاصرات مقابل مبالغ قد لا تسد الرمق في بعض الحالات التي حكي عنها ونشرت في اطار تحقيقات متلفزة استخدمت فيها تقنية "إعادة التمثيل" لاستفزاز المشاعر الإنسانية. فا الاتجار بالاطفال شكل من أشكال الاتجار بالبشر تعرف بأنها التعيين أو النقل أو إيواء أو استقبال الأطفال واستغلالهم بالجنس ... وفي الوقت الذي تعج فيه تقارير المؤسسات الحقوقية الدولية بأرقام عن أعداد الضحايا والجرحى في مختلف انحاء العالم وقصص اللاجئين وعبورهم للبحر للبحث عن حياة في أوروبا، لا تتطرق هذه التقارير إلى واحدة من أخطر الظواهر التي تنتشر بصمت على نطاق واسع إلى جانب أماكن تجمع اللاجئين في الدول المحيطة، وهي ظاهرة بيع الأعضاء والتجارة بالأطفال وفي هذا السياق، أن بيع الأطفال يتم عن طريق نقل نساء حوامل إلى مناطق امنة وتوفير ظروف ولادة مريحة لهن، وأخذ الأطفال بعد الولادة لبيعهم لعائلات أخرى. وقد تم تداول عدة قصص تتحدث عن وجود مسلحين داخل المستشفيات والمراكز الطبية تتجول بحثاً عن مرشحين مناسبين لبيع أعضائهم. . وبحسب وزارة الصحة السورية في سوريا فقط فقد وصل عدد الأشخاص المعروف أنهم كانوا ضحية لتجارة الأعضاء منذ عام 2011 إلى 18 ألف شخص، وهو رقم تقريبي لا يشمل الحالات الكثيرة التي لم يتم الحديث عنها. وفي الحديث عن العوامل يذكر أن تداعيات وآثار الحرب أدت إلى تدفق الأعضاء بشكل كبير إلى السوق وتفعيل مافيا تجارة الأعضاء بشكل كبير، سواء في سوريا أو في الدول المحيطة بها. فعلى سبيل المثال، فإن حوادث اغتصاب النساء- والحمل غير الشرعي- التي ازدادت بشكل كبير في السنوات الأخيرة، دفعت الجهات المتورطة لاستهداف هؤلاء النساء لدفعهن لإجهاض الجنين بعد مرور شهور على الحمل من أجل استخدام أعضائه وبيعها. وهو ما يفيد "السوق" من جانب، وينقذ حياة المرأة من "القتل تحت ذريعة شرف العائلة" من جانب آخر. من ناحية أخرى، فإن تدهور الوضع الإنساني والاقتصادي والمعيشي للاجئين ، وازدياد حاجتهم إلى اللجوء إلى أوروبا عبر البحر اضطرت جزءاً كبيراً منهم إلى بيع أعضائهم، خاصة الكلى، من أجل توفير بضعة آلاف من الدولارات سيدفعها بدوره لشبكة التهريب حتى يصل إلى أوروبا. هذا إلى جانب آخرين باعوا كليتهم بأثمان بخسة من أجل توفير قوت العيش لعائلاتهم لشهر أو اثنين على الأكثر. إضافة إلى ذلك، بالنظر إلى حجم اللجوء الهائل وسط السوريين عامة والأطباء خاصة، ثمة نقص حاد في الطواقم الطبية المتخصصة والملتزمة بأخلاق المهنة. والأوضاع المتردية للأطباء في الداخل جعلت من صفقات البيع مصدر دخل لهم. لا تعتبر هذه الظاهرة أمراً غريباً فوسط اللاجئين والمجتمعات المظلومة الذي يعايش الحرب تكثر القصص الشبيهة، إلا أن الحديث عنها لوسائل الإعلام عليه الكثير من التحفظات، وذلك نظراً لميول المرضى أو الضحايا لإخفاء حقيقة تعرضهم لسرقة الأعضاء أو بيعها. وهكذا وكما ذكرت لكم الحرب هي ع العالم بشكل عام وعلى الاسلام بشكل خاص ...يستنزفون الطبقة الاضعف بالجسم الاقوى بالعقل كي يمدو سلطتهم وينفذو مأربهم ...فالاطفال هم اطفال في كل انحاء العالم والظلم ظاهر امام اعين الجميع فهم يتمادو بظلمهم وجبروتهم في الحروب لتصبح القضايا الاساسية مجرد سجل منسي ...فمثلاً قضية بورما والتي يرتكب فيها ابشع المجازر بحق المسلمين اصبحت من الثانويات...وكثير من الناس حتى لا تعرف شيء عن بورما ...وماهي حتى ...وهذا ما يؤلم صميم القلب... فبورما (أو ميانمار) التي تقعُ في جنوب شرق آسيا - يتعرَّضون للإبادة من البُوذيِّين الذين يسيِّرون قطارَ الموت في إقليم أراكان ذي الأغلبية المسلمة، وفي مدينة (رانجون) العاصمة، نعم فما يحدث في بورما يَشيب له الولدانُ، وتقشعرُّ من فظاعته الأبدانُ؛ حيث يتم ذبحُ المسلمين بالسكاكين في حفلاتِ موت جماعية، وتُحرَقُ جثثُهم في محارقَ أشبهَ بالمحرقة النازية التي تحدَّث عنها العالَمُ وما زال، وتُهدمُ بيوتُ المسلمين فوق رءوسهم، وتُغتصب نساؤُهم دون أن يحرِّك العالَم الإسلامي ساكنًا، وكأنهم قرابينُ العنصرية البغيضة، تقدَّم فداءً لعالم إسلاميٍّ يغرِق في تفاصيل مشكلاتِه وإخفاقاته. . كل ذلك يتمُّ وإعلامُنا في غفلة عن تلك الاحداث حتى جاءت منها مشاهدُ الصُّوَر الصادمة للإنسانية، والخادشة للضمير الإنساني؛ حيث تُشير بعضُ الصور إلى وجودِ عمَّال إنقاذ تتساقط فوق رءوسهم جثثٌ متفحِّمة، قام البوذيُّون بإحراقها بعد تعليق أصحابها بالحبال! بالإضافة إلى صور أطفالٍ قُتِلوا جماعيًّا بطريقة لا تمتُّ للإنسانية بصلة! فماذا فعلنا -نحن المسلمين- إزاءَ هذه المجازر الوحشيَّة، والتي تأنف الوحوشُ والحيوانات من ارتكابها؟! وأين مؤسساتُنا الإسلامية والدعوية والإغاثية من هذه المأساة؟! بل أين الضميرُ العالَميُّ الذي يتفاعل مع أخبار تتناقلها الميديا حول قطة أوباما، أو كلب ديك تشيني إذا ما تعرَّض لارتفاع طفيفٍ في درجات الحرارة؟! أين الأزهرُ الشريف، مؤسَّسةُ المسلمين الكبرى في عالَمنا الإسلاميِّ الذي ينشغل رموزُه بتفاصيلَ بروتوكوليةٍ دون الاضطلاعِ بدوره الحقيقي، كملاذٍ للمسلمين حول العالم ونصيرٍ لقضاياهم؟! نعم، هناك بياناتٌ صدرت من هنا وهناك، كبيانِ رابطة علماءِ المسلمين الذي ناشد المسلمين في بورما بالصبر، وذكَّرهم بأن البلاءَ سنَّةٌ ماضية عاقبتها النصرُ والتمكين، لكنني أزعم أننا الذين يحقُّ لنا التذكيرُ، وليس هم. نحن الذين يجب أن نتذكَّر أن مجتمع المسلمين كالجسدِ الواحد، أو هكذا ينبغي، إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الأعضاء بالحمَّى والسهر، نحن الذين يجب أن نتذكَّر أن نُصرةَ المظلوم واجبةٌ، وأن نجدةَ الملهوف فرضٌ، خاصة إذا لم يكن لهم مفرٌّ من الموت إلا الموت حرقًا أو شنقًا أو ذبحًا، وإذا نجَوْا بقواربهم الصغيرةِ نحو شواطئ بنجلاديش، فإنَّ قوات الأمن هناك تقوم باعتقالِهم؛ بحجة أنهم لاجئون غيرُ مسجَّلين بالأمم المتحدة، وأن بنجلاديش لا تستطيعُ استيعابَ أكثرَ من 30 ألف لاجئ. تحرُّكاتنا تجاه بورما خجولةٌ لا تناسب حجمَ الكارثة الحقيقية التي ألَمَّت بهم، بضعةُ مجموعاتٍ على الفيس بوك تنادي بنصرتِهم، ولجنة كويتية مشكورةٌ لمساعدة وإغاثة مسلمي بورما، وبعض صور تستصرخ من يشاهدُها لإنقاذِ من تبقَّى من المسلمين هناك، وكأننا لا نستطيع التحركَ بمفردنا، لا نستطيع ممارسةَ الضغط السياسي والدبلوماسي إلا بمساعدةِ (الحليف) الأمريكي (النزيه)، ولا تتحرَّك حتى ضمائرنا إلا بعد أن تتحرَّكَ ضمائرُ الغرب!! المصدر شبكة الألوكة