top of page

حقيقة الروح


"كيف نفهم حقيقة الروح " بما ان الروح من امر ربي ومن علم الله العليم الحكيم فلن نصل ابدا الى مكنونها ومعرفة حقيقتها الكلية باْذن الله . وهنا تجدر الإشارة بعون الله ان كل ما قلنا ونقول عن الروح والنفس يظل في دائرة علم ابن ادم وعلم الجن( الثقلين ) وهذا مبلغ علمنا نحن كبشر ندب على هذه الارض بقدرات محدودة وكفاءة محدودة وسقف محدود معروف لا يمكن تجاوزه فهذه هي حدود العقل البشري للذي علمه الله الأسماء كلها " وعلم ادم الاسماء كلها "( البقرة -31). فعقل ابن ادم علمه الله باذنه الاسماء كلها، فكل العلم الذي شاءه الله لابن ادم كل صنف ابن ادم مركوز في عقل ابن ادم وكل ما عليه هو ان يبحث عنه search فقط باْذن الله يعني ان يحك رأسه ويبذل جهده لتعلم كيف يمكن الوصول اليه وتسخيره لخدمته بجهده وخبرته وممارسته باْذن الله. ومثال ذلك اللغة ؛ فتجد ان أصناف البشر تتحدث كل اللغات التي تكتشفها في عقلها كل بطريقة مختلفة وبمفردات مختلفة وحروف وأرقام ونبرات صوت مختلفة وكلها من خلق عقل واحد ودماغ واحد هو دماغ وعقل ابن ادم الاول عليه السلام وهذا يعني ان كل محركات اللغات لكل اهل الارض موجودة في كل دماغ ( hard dick ) والعقل (software) هو الذي يستخرج ملفات التشغيل بالممارسة ويحدد نوع اللغة المطلوبة ويفعلها apply لينطق ابن ادم ويفهمه الآخرون الذين شغلوا معه نفس المحركات (drivers ) باْذن الله . وعليه فان ابن ادم علمه وفهمه المحدود يظل في نطاق ما انعم الله عليه من علم لان علم الله ازلي لا حدود له قط "وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ ? إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ" (لقمان -27). فهو علم لا سقف له قط لانه علم الله العليم القدير وحده . وهنا تجدر الإشارة ان لله العظيم الاعظم "نفس":- 115) وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَ*هَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ * قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ * إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ * تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ * إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (المائدة -116). وقوله تعالي :- - قولـه تعالى: "وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ" (آل عمران-28). فان الله العظيم الاعظم نفس وهي النفس الاعظم ولكن حذار حذار ... ان النفس الربانية الاعظم ليس كمثلها شيئ ولا يشبهها شيئ ولا تقدر ان تدرك مكنونها عقولنا ولا أدمغتنا قط " ليس كمثله شيئ وهو السميع العليم "الشوري -11) . "لَّا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ * وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ "(الانعام -103) . وعليه فان الله جل شانه وتعالت قدرته وتقدس جنابه وعظمته ليس كمثله شيئ في نفسه وليس كمثله شيئ في ذاته وليس كمثله شيئ في صفاته فعين الله ليس كمثلها شيئ ويد الله وأصابع الرحمن ليس كمثلها شيئ وقدم الرب ليس كمثلها شيئ وكذا قدرة الله ليست كمثلها شيئ وليست كقدرتنا وارادة الله ليست كارادتنا وعلم الله ليس كعلمنا وحب الله ليس كحبنا وكره الله وبغض الله وانتقام الله وتقريب الله ورضي الله وعرش الله وكرسي الله ونظر الله كلها ليس كمثلها ولا تخضع قط لمقاييس عقولنا المخلوقة القاصرة الضعيفة المستعبدة للرب العظيم الاعظم المتكبر في جلاله فهو وحده المتكبر لا اله الا هو . هنا يعرف العقل المخلوق قدره ويسجد على عتبات الرب الاقدس ويستكين له ويذل ويخضع ويعبده وحده لا احد غيره لا احد سواه لا اله الا هو وهو العزيز الحكيم . ولذلك أيها العقل المسكين تأدب فلا تتجاوز حدودك وكِن واخضع لربك الأوحد لانك ان حاولت ذلك فإنك كالذي يشغل مصباحا قوته 240 فولت علي جهد كهربائي قياسه 1000 فولت هذا على مستوي الخلق ... فماذا يحدث للمصباح ؟! ينفجر بعنف يكفر يلحد ... فماذا لو كان الجهد ربانيا لا سقف له ماذا يحدث للعقل ...للمصباح !!! وهذا يجعل مقام الروح عظيم جدا عند الله ثم عند العباد فهي من امر الله وحده جل شانه وتعالت قدرته ومقدار العلم الذي نعرفه عنها قليل جدا باْذن الله لانها سر من اسرار الذات الاعظم لا يمكن ان ترقي اليها عقولنا ولا يمكن ان يصل الى كنهها إدراكنا باْذن الله . وقد اعطي الدين مقاما عظيما للقلب ... قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :- " ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله, ألا وهي القلب " (البخاري). والقلب له مقامات كثيرة فإما سليم واما مريض واما قاسي كالحجر واما حنون رحيم .... وكذلك اعطي للعقل مقامه وقيمته قال الله تعالى : " يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاء وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ "(البقرة -269). وقوله تعالى : " وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ "( ال عمران -7). فهم اصحاب العقول الحكيمة ولهم جزيل الأجر عند الله جل في علاه . وكذا العقول كثيرة متغيرة اما راشدة او جاهلة او ضالة ... واما النفس فوضعها حرج جدا فهي متقلبة متشكلة فتارة مطمئنة وتارة لوامة وتارة امارة بالسوء ... والهوي منه الموجب المطلوب وفيه المتعة الحلال من الرياضة والسباحة والرماية والاستجمام ومنه الذي يجب قمعه بقسوة واصرار والا يوردك المهالك ... "وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى? "(النازعات-40)، والا فان الجحيم هي الماوي باْذن الله. واما التقوي فهي زينة العبد المؤمن الذي يخاف الله جل في علاه ... "وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا ، فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا" (الشمس-6/7). وكل ذلك في الجسد الترابي الأدمي البسيط المعقد الذي أعجز الخلائق كلها في كل العوالم والأكوان باْذن الله بتركيبه الكربوني البسيط المعجز الذي جاء من الارض والى الارض يعود باْذن الله . وكل ذلك مكنوز ومحفوظ في الروح المتصلة بحبلها الاثيري بالله بالسماء بعلم الله وإذن الله وحده وبطريقة يعلمها الله وحده باذنه فهي السر الاكبر الذي يحتوي الكينونة كلها ولذلك فهي باقية خالدة وعندما يذبل الجسد في التراب ويزول ويبلي تعود الروح وهي تحمل معها النفس والعقل ولقلب والهوي والتقوي الى الله تنتظر الجسد ان يبعث من جديد من عجب الذنب يوم البعث الاكبر وعندها تلتئم الكينونة من جديد لتسجد طوعا او كرها عند عتبات الجبار الله رب العالمين .

مواضيع سابقة
bottom of page