هل يكذب المراهقون؟ نعم يكذبون..

* لماذا يكذب المراهقون؟؟ · يكذب المراهقون من أجل المال. * يكذب المراهقون من أجل التغيب عن المدرسة. *يكذب المراهقون من أجل الخروج من المنزل. *يكذب المراهقون من أجل الظهور بصورة حسنة أمام أصدقائهم. الكذب عند الصغير ليس كذبًا حقيقيًّا متعمدًا، بل هو كذب تخيلي لا يستدعي القلق ولا يحتاج إلى علاج، فيجب عدم التلفظ أمام الطفل واتهامه بالكذب كأن يقال: (أنت كاذب)، أو (لا تكذب مرة أخرى) فمثل هذه التعليقات تجعل الطفل يكذب لأن طبيعة الطفل يصدق ويتبع ما يقال له كأن تقول الأم: (أنت مؤدب) أو (أنت مجتهد) فهو يعمل على أن يصبح كذلك.. فإذا أخطأ الطفل وكذب يجب التفاهم معه بلطف ومحبة.. لكي يثق بمن أمامه.. ولا يكذب مرة أخرى، وإذا حاول الأهل المبالغة في العقوبة فإن ذلك سيدفع الطفل إلى الكذب في كل مرة يخطئ فيها حتى لا يعاقب... ووقتها نطلق عليه كذبا حقيقيا وينمو معه حتى يصبح مراهقا، ونكون بذلك ساعدناه ليصبح كذابًا محترفًا... الكذب هو تعبير عن القلق والضيق والانزعاج والارتباك. وكثيرًا ما نجد أن الكذب نوع من المزايدة والمغالاة عند المراهقين على أصدقائهم الميسورين، أو على أهلهم غير المهتمين بدرجة صدق ابنهم والذين أعطوه ثقة زائدة عن الحد.. يحب المراهق الإفراط والمغالاة حتى أنه يصدق هذيانه ويعتبره الآخرون مهووسًا بالكذب... يعتبر الكذب من أقبح الظواهر في نظر الإسلام، فواجب على المربين جميعًا أن يعيروها اهتمامهم، وأن يركزوا عليها جهودهم، ليقلع الأولاد عنها وينفروا منها، ويتجنبوا مزالق الكذب، وقبائح النفاق.. يكفيه تشنيعًا وتقبيحًا أن من يعتاده يكتب عند الله من الكذابين، عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال:- قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم ... وَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا... الكذب من خصائص النفاق:- عن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - أن النبي صلى الله عليه وسلم .. قال:- أربع من كن فيه كان منافقًا خالصًا، ومن كان فيه خصلة منهن كان فيه خصلة من النفاق حتى يدعها:- إذا اؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر.. فإذا كان هذا شأن الكذب والكذابين فما على المربين إلا أن ينفروا أبناءهم منه، وينهوهم عنه، ويحذروهم عواقبه، ويكشفوا لهم عن مضاره وأخطاره.... حتى لا يقعوا في حبائلهم، ويتعثروا في أوحاله وينزلقوا في متاهاته. فإذا فاجأتم ابنكم متلبسًا بالكذب لا توبخوه بعنف ولكن حاولوا أن تفهموه مكان الخلل... فإذا كذب أبناؤكم فهذا يعني أنهم بحاجة إلى شيء مختلف وتعود إليكم مسئولية مساعدتهم على عيش حياتهم بدون حرج.. أما إذا لم تنجحوا في معالجة الكذب فسوف يليه أخطاء أخرى مثل الغش والسرقة.. كيف أتصرف عندما يكذب ابني المراهق؟ قد يكون إخفاء المراهق لأمور معينة ذا عواقب وخيمة والأولى أن لا تترك هذه القصص لتمر بدون تدقيق، ولكن المراهق قد لا يستجيب للأساليب التربوية التي كانت مفيدة عندما كان طفلا، فبدلا من استخدام العقوبات ينصح الخبراء التربويون بالتركيز على الانفتاح والتواصل وبناء الثقة المتبادلة. يمكن البدء بإعطاء المراهق مسـاحة من الخصوصيـة، حتى لا يشعر بأنه مضطر للكذب ليتخلص من ملاحقتـك، وإظهار الاهتمام بنشـاطاتـه وأصدقائه، ولكن بدون التدخل في شـؤونـه الخاصة. وبدلاً من التشـبث بقواعد كانت تنفع عندما كان أصغر سـناً، تناقشا معاً لتحديـد حدود وعواقب معقولة. مع الانتباه لأي مؤشـرات بأنه يسـتطيع التعامل مع مسـاحة الحرية، والتأكيد على وجودك بالقرب منه للإرشاد، والدعم، والحب، وتأكد أن ابنك المراهق يفهم الحدود التي ترسـمها، وماذا سـيحدث لو تجاوز الحدود وعندما تضبط ابنك وهو يكذب لا تأخذ الأمور بشكل شخصي، او تستسلم للغضب، فلن يجعله التأنيب قادرا على الثقة فيك في المرات التالية، اظهر له عدم موافقتك، وافرض أي عقوبة معقولة مثل الحرمان من امتياز معين كمشاهدة التلفزيون، او الذهاب إلى حفلة، أما إذا كان رد فعلك مفرطا، فيمكن أن يتمسك بموقفه ويتمرد، فمن المعقول معاقبته لليلة واحدة، أما إذا عاقبته عقوبة طويلة، فسوف ينسى تجاوزاته مقابل ما يراه معاملة قاسية غير عادية. انتبه لما يكذب المراهق بشأنه، فإذا كانت الأنشطة غير خبيثة فيمكن الحد منها بشكل جيد. فهل تفرض عليه قوانين صارمة بالنسبة لطالب في المرحلة الثانوية؟ هل قوانينك متقاربة مع تلك التي تفرضها أسر أخرى مشابهة بالقيم والاهتمامات؟ إذا كان الكذب يتم لتغطية تصرف خطر، فيجب مراجعة القوانين من جديد والتأكيد على أن الهدف من القوانين حمايته وليس والتحكم بشخصيته وسلوكه، وتذكيره بأهمية الالتزام بالقوانين وعواقب تجاوزها. قم بمدح المراهق عندما يقول الحقيقة رغم معرفته أن ذلك سيزعجك، فالحقيقة وان كانت مؤلمة أفضل من الكذب، ويجب التعامل على هذا الأساس. وبكلمة أخرى؛ عندما يكون الطفل في سن المراهقة يجب ان لا يعاقب الفعل الخاطئ الذي يعترف به بنفس الطريقة التي يعاقب بها الفعل الخاطئ الذي ينكره او يحرفه. وطبعا التصرف الخاطئ يجب أن يكون له عقوبة حتى لو اعترف المراهق، لذلك يفضل منحه اعتبارا خاصا إذا بادر بالاعتراف بالخطأ حتى يعتاد ذلك فيما بعد. متى يصبح كذب المراهق سببا للقلق؟ إن قيام المراهق بالكذب من حين لآخر، او ذكر أنصاف الحقائق ليس مؤشرا خطرا لمشكلة حقيقية، أما إذا رافق الكذب تصرفات خاطئة، مثل السـلوك العدواني، والسـرقة، والمقاطعة في الصف، او اسـتمر بالكذب بشكل مسـتمر بعد أن تم تنبيهه لذلك، او ظهرت عليه أي من المشاكل التالية:- 1- تأليف ونسج قصص مقنعة؛ فالأطفال الصغار يحكون قصصا قبل أن يميزوا بين الحقيقة والخيال، وهي مرحلة طبيعية في تطورهم ونموهم، أما إذا كان المراهق يبالغ، ويحاول تزيين كل شيء، فهذا مؤشر على حاجته لاهتمام خاص. 2- الكذب المزمن، فإذا بقي المراهق يكذب بشكل مستمر فهذا مؤشر على تبلور عادة سيئة يحتاجها لمساعدته في تأكيد ذاته وإظهار نفسه، او بأنه لا يميز بين الصح والخطأ، ويمكن للمرشد النفسي مساعدته لتطوير الوعي لديه كما يمكن مساعدته مع عائلته لتجاوز المشاكل الاجتماعية التي قد تعوق تطوره العاطفي. 3- الكذب لإخفاء مشـاكل خطرة؛ فقد يكذب المراهق بشكل دائم لتورطه في شـرب الكحول او المخدرات لإخفـاء الحقيقـة، والحل هو تحديد المشـكلة الأسـاسية التي أدت إلى هذا السـلوك المدمر. 4- الكذب بدون سبب؛ وفي بعض الحالات النادرة لا يفكر المراهق ولا يشعر بالأسف لأنه كذب او استغل الآخرين، وفي هذه الحالة تستدعي القلق لان المراهق ليس لديه وازع معين، كالوازع الديني، لمنعه من خداع الناس. استمرار وجود المشكلة، رغم محاولات الأهل للمساعدة، وترافقت بانحرافات سلوكية، فمن الضروري الاستعانة بأخصائي العلاج النفسي لتقديم المساعدة والعلاج الضروريين.