top of page

تعريف الصحة النفسية مفاهيمها, وانواعها


الصحة النفسية تعريفها ومفهومها والعوامل التي تؤدي لها واسباب حدوثها { ولِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقْ } تُعرف الصحّة النفسيّة باللغة الإنجليزية باسم (Psychological health)، وهي مجموعة من الإجراءات والطرق التي يتّبعها الأفراد في المحافظة على صحتهم النفسية، حتى يتمكّنوا من إيجاد الحلول المناسبة للمشكلات التي تواجههم، وتُعرف أيضاً بأنها قدرة الفرد على التعامل مع البيئة المحيطة به، وتغليب حُكم العقل على الانفعالات التي تنتج نتيجة لتأثّره بالعوامل التي تدفعه للغضب، أو القلق، أو غيرها. اهتمّت مجموعة من المدارس النفسية بوضع تعريفات للصحّة النفسية، وهي: تعريف مدرسة التحليل النفسي: يمثّل هذه المدرسة عالم النفس فرويد، وعرّفَ الصحة النفسية بأنها القدرة على القيام بالعمل، طالما أن الإنسان لا يُعاني من أي مرض يمنعه من ذلك، وبالتالي تعتبر هذه المدرسة الصحة النفسية بأنها نقيض للمرض. تعريف المدرسة السلوكية: هي اختيار الفرد السلوك المناسب مع المواقف التي تواجهه، بالاعتماد على الأفكار الاجتماعية التي اكتسبها من المجتمع الذي يعيش فيه. تعريف المدرسة الإنسانية: يمثل هذه المدرسة العالم ماسلو، وعرّف الصحة النفسيّة بأنها امتلاك الإنسان شخصية سوية، تساعده على التعامل مع الأحداث التي تحدث معه، وتختلف عن الشخصيّة غير السوية والتي لا تتمكّن من التعامل بشكل جيّد مع الأحداث المحيطة بها. *مفاهيم تعتمد على الصحة النفسية * توجد مجموعة من المفاهيم التي تعتمد الصحّة النفسية على دراستها، ومنها: الشخصية:هي من إحدى المكونات الرئيسية للإنسان، وترتبط مع طبيعة الاستجابة للظواهر المؤثّرة، وكيفية توجيهها للسلوك الإنساني،طالما أنّ الفرد لا يعاني من أي أمراض نفسية، أو عصبية. الإحباط: هو حالة نفسية تؤثر على الإنسان، وخصوصاً عندما يجد معيقات أثناء قيامه بعمله، أو تحقيق الأهداف الخاصة بهِ، ويزول الشعور بالإحباط عند زوال العوامل التي ينتج من خلالها. العدائية: هي سلوك فردي، تدفع الفرد لمهاجمة نفسه، أو الأفراد الآخرين، سواءً بتوجيه الكلام لهم، أو إيذائهم جسدياً، ويعدّ هذا السلوك غير مقبول في تعامل الأفراد معاً. القلق: هو حالة انفعالية تؤثر على الإنسان؛ بسبب انتظاره لشيء معين، أو الخوف من شيء ما، ويزول الشعور بالقلق عند زوال الأسباب المؤدية له. * عوامل الصحة النفسية * للصحة النفسية عدة عوامل مهمة تؤثر على حياة، وسلوك الأفراد، ومنها: الأسرة :تعدّ العامل الأول من العوامل التي تؤثر على الصحة النفسية، فعندما يعيش الإنسان في أسرة مترابطة يتمكّن من تكوين شخصية سوية، وذات نفسية معتدلة، وخالية من الأمراض النفسية، بعكس الأفراد الذين يعيشون حياةً مضطربة في طفولتهم نتيجةً لوجود خلافات عائلية، أو عدم وجود أسرة متكاملة، فعندها تُصبح نسبة التعرّض للإصابة بمرض نفسي مرتفعة. العمل :إن طبيعة العمل الذي يعمل فيه الإنسان تُعدّ من المؤثرات التي تؤثر على نفسيته، فعندما يعمل بأجواء مناسبة عندها يكون مرتاحاً نفسياً للقيام بعمله بشكل أفضل، بعكس وجوده في ظروف عمل غير مناسبة، فمثلاً: عمل الأفراد تحت أشعة الشمس المباشرة في أيام الصيف، مع عدم توفير أيّ وسائل لحمايتهم من الإصابة بضربة شمس من المحتمل أن يؤثّر ذلك على صحتهم النفسية، ويشعرهم بالقلق من طبيعة عملهم. *انواع الامراض النفسية* كثرة الامراض النفسية حثت علماء النفس بتشخيص وتحديد العديد من منها وذلك من خلال ملاحظة الأعراض النفسية والجسدية التي تظهر على المريض، والتي تختلف بشكل كبير من مرض نفسي إلى آخر، مما يسهل عليهم تحديدها واتخاذ الطرق والتدابير اللازمة لعلاجها حتى لو كان هذا العلاج طويل الأمد. من أنواع الأمراض النفسية وأعراضها :: البارانويا: يقوم مرض البارانويا النفسي على مجمعة من الأفكار السلبية والاعتقادات الخاطئة والأوهام التي تلاحق المريض في كافة مجالات حياته، مما يجعلها تشكل عائقاً كبيراً في ممارسته لأمور حياته اليومية بشكل عادي وطبيعي، ومن أنواعها توهم المرض. التدهور النفسي: يبدأ هذا المرض باختفاء المعالم الأساسية لشخصية المريض، وابتعاده عن الخلطة والاندماج مع المجتمع الخارجي، مع بدء التدهور الشديد في توافقه النفسي والعقلي، والذي يظهر بحالات شديدة من فقد الذاكرة والخبل العقلي. التوهان: تصف حالات التوهان بحالة المشي أثناء النوم، حيث يقوم المريض في ساعات الليل ليبدأ بممارسة بعض الأعمال، دون أن يكون على وعي أو إدراك بما يفعل، مع عدم إصداره أي مؤشرات أو استجابات لمناداة من حوله من أشخاص. الصرع، يعتبر الصرع أحد الأمراض النفسية التي تهاجم المخ بقوة، مما يتسبب بحدوث نوبات من الصرع على شكل تشنجات تصيب الجسم بالكامل، كما من الممكن أن تتسبب في اختلاج الحواس والاضطرابات النفسية في بعض الأحيان. الاكتئاب: من الأمراض النفسية المنتشرة بشكل واسع في مختلف بلاد العالم، حيث يظهر الاكتئاب على شكل حالات مستمرة من اللامبالاة والإهمال للغير والنفس، مع بقاء المريض مبتعداً عن الطعام والشراب لفترة طويلة، وفقدانه للأمل بالحياة وإحساسه بعدم أهمية استمرار حياته، مما قد يجعله يقدم على الانتحار أو أذية نفسه في بعض الحالات الشديدة. الهوس: يعتبر هذا المرض النفسي نقيضاً للاكتئاب، حيث يغلب على المريض مشاعر الفرحة والبهجة طوال الوقت، والتي قد تجعل منه في كثير من الحالات غير مسيطر على أفعاله وأقواله، فتصدر منه الكثير من الأفعال والأقوال السيئة وغير المقبولة. الرهاب النفسي، يظهر على شكل حالات شديدة من القلق والذعر، والتي يكون من الصعب على المريض التحكم بها والسيطرة عليها، مع ظهور ردود فعل مبالغ فيها إلى حدٍّ كبير تجاه بعض الأمور التي تعد بسيطة لدى الآخرين، مثل رهاب القطط أو الأماكن المغلقة. الوسواس القهري: يأتي هذا المرض على شكل أفكار ومعتقدات تسيطر على تفكير المريض وذهنه رغماً عنه، مع إدراكه بسخافة هذه الأفكار وبساطتها إلى أنه يعجز عن السيطرة عليها. الهستيريا: تظهر أعراض الهستيريا بحالتين، حيث تشمل الحالة الأولى على خسارة المريض لذاكرته، فيبقى على وعي وإدراك لما يحصل حوله دون تذكره أي شيء من ماضيه، والهستيريا المرتبطة بفقدان الإحساس بأحد أعضاء الجسم أو تعطل واحدة من الحواس، دون أي تفسير طبي لذلك. الفصام: يعتقد مريض الفصام بوجود قوة خارجية أو غريبة قد قامت بالسيطرة على عقله وأفكاره، والتي تهدف إلى استغلاله من أجل القيام بهدف ما، كما يمكن أن يتطور هذا المرض ليشمل هلوسات سمعية أو بصرية. *أسباب المرض النفسي* هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى إصابة الإنسان بالمرض النفسي وهي: أسباب وراثية فسيولوجيا: للأسباب الوراثية دور كبير في إصابة الإنسان بالمرض النفسي، وذلك لأن بعض الأشخاص يتمتعون بحساسية مفرطة مقارنة مع غيرهم، وهذه الحساسية تتواجد عندهم بالفطرة، وتأخذ بالتطور والنمو مع مرور الوقت وتراكم الأحداث وتفاقمها، ويتأثر الجهاز العصبي لدى هؤلاء الأشخاص بشكل أكبر من غيرهم، مما يؤدي إلى حدوث أمراض نفسية لدى هؤلاء الأشخاص. أسباب نفسية بيئية: للتربية داخل الأسرة دور كبير في التأثير على نفسية الشخص وإصابته بالمرض النفسي، والذي ينتج من السيطرة والدكتاتورية المفروضة على الشخص، وطريقة العقاب والتأديب المفرطة والزائدة عن الحدّ الطبيعي، والمشاكل التي تحدث ما بين الزوج والزوجة والتي تنتهي بالطلاق، فكل هذه الأمور لها دور كبير في حصول المرض النفسي للشخص. الصدمات الانفعالية: تعرض الشخص في مراحل حياته الأولى إلى العديد من الصدمات، يكون لها تأثير قوي على نفسيته وانعكاسها في المراحل المتقدمة في حياته كمرحلة المراهقة، وعدم القدرة على نسيان هذه الصدمات، مما يؤدي إلى تكون العقد النفسية داخله، وبالتالي الإصابة بالمرض النفسي المدمر. الإحباط في الطفولة: تعرض الشخص في مرحلة الطفولة للإحباط كالحرمان أو فقدان العاطفة وغيرها من الأمور التي تؤدي إلى حدوث أضرار نفسية في الشخص، ويجعل منه شخصاً ذا طبيعة حساسة للكثير من الأمور خاصة في سن المراهقة، وبالتالي يكون أكثر عرضة للإصابة بالمرض النفسي. تعرض الشخص للعديد من المواقف الصعبة التي تؤدي إلى إصابته بصدمة نفسية كحدوث خسارة مالية فادحة، أو فقدان إنسان عزيز عليه، أو خسارة منصب أو مركز اجتماعي، أو حدوث تغيرات مفاجئة وغير متوقعة في حياة الشخص، وتؤدي إلى دخوله في حالة نفسية سيئة، وإصابته بمرض نفسي حادّ.

مواضيع سابقة
bottom of page