تشابه النظام الفلكي الكوني.. ونظام الذرة الالكتروني

رحلة في أغوار الذرة...!!?? قادت التجارب التي أجريت منذ بدايات القرن العشرين على يد (راذرفورد).. ولليوم إلى صورة (عجائبية) هائلة للذرة،.. حجر الأساس لكل ما نحسه ونراه في عالم الموجودات الصلبة والغازية والسائلة... وكانت أولى النتائج لا تخلو من الإثارة والتشويق:... إن الذرة فارغة فعلياً.. لأن الالكترونات تدور حول النواة المركزية حاملة الشحنة الموجبة.. فيها كما تدور كرات صغيرة على سطح الكرة الأرضية.. حيث تقبع النواة في المركز على بعد ستة آلاف وسبعماية كلم!!.. وللمزيد من الإيضاح فإن الذرة هي كملعب لكرة القدم.. تكون فيه النواة كنملة تلعب منفردة في الوسط... أما لو جمعنا نوى الذرات بحيث تكون متلامسة،.. فإن السنتيمتر المكعب من هذه المادة النووية النقية سوف يزن 114 مليون طن!!.. تعتبر ذرة الهيدروجين من أبسط الذرات تقريباً. إذ تتألف نواتها من بروتون واحد يدور حول الكترون واحد،.. كما أن نسبة وزن الالكترون على وزن البروتون هي واحد على 1836 مرة،.. بمعنى أن 1836 الكترون تعادل بوزنها بروتوناً واحداً.. وعليه يشكّل وزن النواة بمفردها وزن الذرة الاجمالي تقريباً... فيما تعتبر ذرة اليورانيوم أثقل من ذرة الهيدروجين بـ 238 مرة (الوزن الذري)،.. وفي نواتها 92 بروتوناً موجباً (الرقم الذري) و146 نيوتروناً،.. ويدور حولها 192 الكتروناً سالباً على مدارات تتحدد بدراسة فيها الكثير من الدقة والأناة... أما صعود الالكترونات على مدارات عليا أبعد من مداراتها الطبيعية على الغلاف الخارجي حول النواة،.. فيتسبب بامتصاص طاقة.. ويؤدي الهبوط إلى لفظها بالإشعاع بالكمية نفسها التي امتصتها.. وتُعرف الاشعاعات الصادرة عن الالكترونات المثارة بأشعة إكس (x)المضرة ... فيما لو لم يحترز منها،.. والمفيدة ضمن استعمالات طبية وغيرها بمقادير مضبوطة طبعاً... ويتحدث العلماء حالياً عن استحالة تحديد مكان الالكترون.. وسرعته حول النواة في آن،.. وكذلك تصوّر مدار محدّد له حول النواة وبخط واضح دائرياً.. كان أم اهليليجياً،... ويعتمدون في ذلك على قوانين اكتشفها هايزنبرغ بالحديث عن غمامة احتمالية يوجد فيها الالكترون،... بحيث أن المدارات التي ترسم (دائرية أم اهليليجية)... هي في الحقيقة خطوط وهمية تدل على المكان الأكثر احتمالاً لوجود الالكترون.... وعندما يكثر عدد الالكترونات حول النواة في الذرات الثقيلة.... لا تبقى هذه المدارات ثابتة... لأننا مضطرون لأن نأخذ بعين الاعتبار التأثير المتبادل للالكترونات حول بعضها البعض علاوة على تأثير النواة...