top of page

أهَميّةِ الفَن فِي حَياةِ الإنسان


أهَميّةِ الفَن فِي حَياةِ الإنسان إنّ العالم الذين نعيشُ فيهِ فِي الوقت الحالي يَعتَمِدُ على الجانِب المادّي (المال والمادّة)، والفُنون ليسَ لها أيّ علاقَةٍ بهذِهِ الجوانب فَهِيَ تعمل على إقامة توازُن بين المَظاهر الروحيّة الداخليّة للإنسان مَع الجوانب الماديّة فِي الحياةِ الإنسانيّة،

فَعلى سبيلِ المثال عندما يقوم الرسّام برَسمِ لوحَةٍ فَنيّة فَهُوَ يَستَخدِمُ مَشاعِرهُ المَكبوتة ويحاول أن يوصلها مِن خلال رسمتهِ إلى العالم باستخدامِ أدوات رسم بسيطة تجعل مِن هذِهِ اللوحة ذُات قِيمَةٍ مَادِيّة، فالفن دائماً يرتبط بالإبداعِ والعبقريّة، لذلِكَ أهميّة الفنون تكمن في حياةِ الإنسان بـ:

إشباعُ الرّغباتِ الرُوحِيّة :

الغَريبُ أنّنا فِي الوقتِ الحالي الجميعُ يَركُضُ وراءَ المَادّة وينسَى الجانِب الرُوحِي مِن حَياتِه فَيُصبحَ إنسانٌ بِلا مَشاعِر،

وهذا الأمر للأسَف موجودٌ فِي الوقتِ الحالي، وَيَجِب أن تُشبَع الرغبات مِن خِلالِ الفنون الجميلة مِثلَ سماعِ الموسيقى، وكتابة الشعر، والعزف، إلخ...

أي فن من الفنون تَجِدُ فِيهِ القُدرَةِ على إخراج أجمَلَ ما فِي داخِلِك لكي تُشبِع حاجاتُكَ الرُوحِيّة مَعِ الحِرصِ على الجانب المادّي، لأنّ كُل إنسان لَديِهِ ألم صامِت في داخله ولا يَجِب أن يبقى طويلاً، والفَن وسيلة مِن وسائِل إخراجِ هذا الألم على شَكلِ فَن.الموسيقيون والأدباء والرسامون والشعراء والسينمائيون وغيرهم، كل واحد من هؤلاء يستطيع خلق الفن الخاص به،

فالموسيقي يغني أرواح من يستمعون إلى موسيقاه، والأديب يغني الخيال عند المتلقي، أما السينمائي فيستطيع عن طريق فنه أن يعمل على إغناء العين والروح والأذن لدى من يشاهد الفيلم، إضافة إلى أن الفيلم يستطيع يدخل إلى العقل خصوصاً إذا كان الفيلم يتمحور حول موضوع فكري مطروح في القديم أو الحديث مما يجعل المشاهد في قمة تفاعله مع ما يشاهده فالفيلم أداة سحرية عجيبة من نوعها.

إن تواجد الفنون في حياة الجماعات، هو بالقطع ظاهرة صحية وجميلة تشير إلى ثقافة المجتمع ونوعيته واهتمامته التي ينصب تفكيره عليها، حيث أن الفنون تعمل على اطمئنان النفوس وسكونها،

وراحة العقل من عناء التفكير في القضايا المختلفة، خصوصاً عندما تكون هذه الفنون مربوطة بالنواحي الروحانية والوجدانية، فالموسيقى الصوفية على سبيل المثال تنقل الإنسان من عالم إلى عالم آخر ملئ بالروحانيات مما يعطيه طاقة عجيبة وقدرة على البقاء والمقاومة.

وظهور الانحرافات المسلكية والخلقية والتطرف في مجتمعاتنا قد يكون إحدى أسبابه انعدام الفنون التي تهذب النفس من مجتمعاتنا عن طريق تحريمه على أيدي من يسلبون الناس حرياتهم كعلماء الدين ومن والاهم من رجال السياسة. فغياب الفنون من حياة الناس يفقدهم الإحساس بالجمال، وفقدان الإنسان للإحساس بالجمال هو مدعاة قطعاً إلى العنف وطغيان الحياة المادية على الحياة، ودمار النفسيات وتحطمها، و غياب الأخلاق القويمة الحسنة التي تساعد على الارتقاء بالمجتمعات والنهوض بها، وتحسين الذائقة العامة عند المجموع، وزيادة الحب والعلاقات الاجتماعية بين الناس."

مواضيع سابقة
bottom of page