الخطيئة الأولى

"لَّعَنَهُ ٱللَّهُ ۘ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا"(النساء-١١٨). اذا هو مصر جدا ويريد الجميع ولديه الأسلحة الخاصة المدمرة باْذن الله ويعرف نقطة ضعفه أخلاص ابن ادم توبة بني ادم عودة بني ادم الي الله ! فمن أين يدخل ل لشقوق نفس ابن ادم الضعيف والذي رَآه هناك مسجي أمامه ورآه مجوفا محسوسا ماديا له بشره فكان اسمهم البشر بني ادم لهم أدمة اي جلد اي بشرة ! هناك في الجنة الطيبة هو وزوجة يرتعون فرحين " "انَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى ﴿118﴾ وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى ﴿119﴾ فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى"(طه -١٢٠). نعم وسوس الية الشيطان فدخل الشيطان في نفس ابن ادم وكان هو اول قرين لابن ادم طيب في جنة طيبة لا يعرف غير الصدق والحق فطرة حنيفية صادقة موحدة قانتة لله رب العالمين ودخل علي خط الهوي الاول لابن ادم "الخلد" الا تموت يا ابن ادم وتظل مخلدا الي الأبد تصبح مثل الملائكة العظام الخالدين وهذا اخطر خط في هوي النفس البشرية وكل ما تريده لفعل ذلك هو ان تاكل من هذه الشجرة فقط ففيها ترياق الخلود يا ابن ادم ؛ "مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَٰذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ "(الاعراف -20) . وهنا رفض ابن ذلك رفضا شديدا فقد أكرمنا ربنا واسجد لنا المُلائكة باذنه وعلمنا الأسماء كلها وأسكننا الجنة وأَسْبَغ علينا نعمه ظاهرة وبَاطِنَة نعم رفض ابن ادم عرض الشيطان كثيرا . فماذا فعل الشيطان والشيطان من الحبل يقال شطن اي حبل لان له حبال كثيرة وشطن كثيرة ولذك فهو شيطان وله خطوات كثيرة ومحاولات لا تكل ولا يمل قط "وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عدو مبين "(البقرة -١٦٨). فماذا بعد تلك الخطوات لم يستجب ابن ادم لوسوسة الشيطان ابليس اللعين هو وزوجه فهما لم يحضرا ذلك التخاصم القديم في الملأ الاعلي ولم يعرفا حقيقة عدوهما اللعين الا فيما بعد الخطيئة الأولي ليكون مع نواياه في الميدان مجردا الا من إيمانه بخالقه الذي حرم عليه الشجرة وحذره من عدوه الشيطان وبما انعم عليه وأكرمه مما يري يعينيه فهو في حمي الرحمن وجنة الرحمن بكلمة الرحمن نفسه من غير وحي او رسول او نبي فماذاتريد بعد ذلك يا ابن ادم . هل تعب الشيطان وإستنفذ قوته وسكت وترك ابن ادم يرتع في الجنة وهو يراه ، لا ! بكل تاكيد فقد قتله الكبر والحقد والحسد عليه فراح يمكر ويخطط وحده ليسقطه كما سقط هو من قبل ."وقاسمهما اني لكما من الناصحين "(الاعراف -٢٢). "وممن ينصح لكما في مشورته لكما, وأمره إياكما بأكل ثمر الشجرة التي نهيتما عن أكل ثمرها، وفي خبري إياكما بما أخبركما به، من أنكما إن أكلتماه كنتما ملكين أو كنتما من الخالدين، فحلف لهما بالله حتى خدعهما, وقد يُخْدع المؤمن بالله, فقال: إني خلقت قبلكما، وأنا أعلم منكما, فاتبعاني أرشدكما. وكان بعض أهل العلم يقول: " من خادَعنا بالله خُدِعْنا ".( الطبري ). ثم بعد الحلف والقسم باسم الله العظيم الاعظم مرارا وهو كاذب !! "فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ"(الاعراف -٢٢)." ما زال فلان يدلّي فلانًا بغرور "ما زال يخدعه بغرور، ويكلمه بزخرف من القول الباطل ." ( الطبري)، اذاً هو بذل قصاري جهده ليلاً نهاراًوهو يوسوس ويقسم ويدلل ويزين ويخدع ويكذب ويغرر علي ابن ادم وزوجه في الجنة " "فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ "(الاعراف -٢٢). : فلما ذاق آدم وحواء ثمر الشجرة ؛انكشفت لهما سوءاتهما" (الطبري ). يالله بدت لهما العورات وهكذا دوما المعاصي تكشف العورات عند اصحاب العقول الراجحة فيتذكرون ... فقد كانت الشجرة أشبه بإشجار الارض والجنة طيبة أكلها واهل الجنة لا يتغوطون ولا يبولون ... قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : "أن أهل الجنة لا يبولون، ولا يمتخطون، ولا يتغوطون، ولا يهتمون ولا يحزنون، قال الصحابة: يا رسول الله! فما بال الطعام؟ قال عليه الصلاة والسلام: جشاءٌ ورشحٌ كرشح المسك، يلهمون التسبيح والتحميد كما يلهمون النفس } ما أحسن الكلام! رشحٌ كالمسك، فتخرج فضلات الطعام كالمسك؛ فإذا هو أذفر وأحسن وأشذى وأذكى وأزكى من المسك."(البخاري ومسلم). فظهر شيئ البول والبزار خفيفا جدا للمرة الأولي ففزعا فزعاشديدا وعرفا ان أمرا جللا قد حدث وهنا " طفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة " ( الاعراف -٢٢). اي شرعا وبسرعة يرقعان من ورق الجنة لتنظيف أنفسهما وستر تلك العورات التي لم يتعرفا عليها من قبل بتلك الصفة فيا حسرة عليك يا ابن ادم ما أضعفك ؟ "وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلاَ مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ* فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ* وقاسمهما إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ* فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ * قالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِين •قال اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ "( الاعراف -١٩-٢٤). هنا قصة الخطيئة الأولي مركبات الكينونية البشرية والعوالمية في الميدان صراع المصير الحتمي الخالد . المكان : الجنة .ا الزمان : اول الخليقة في مهدها الاول . الأعضاء : ابن ادم في شخص ادم وزوجته.( العقل / النفس / الهوي ). الشيطان الإبليس الاكبر . الحكم : لا تقربا هذه الشجرة . فقط شجرة واحدة من بين بلايين الأشجار لا يعلمون لماذا حرمت عليهم فكانت مبهمة عليهم فقط يعني التزموا بأمر الله العظيم الاعظم الذي امركم بذاته القدسية العليا يالله ما اعظمك ! هذه الشجرة هي أقل شجرة في الجنة طاقة موجبة وهي اقرب الي أشجار الارض الطينية وكل ما الجنة موجب طيب فهي طيبة طيب كل ما فيها باْذن الله وأمره وهذه الشجرة بالذات هي التي يتجمع فيها نفس وعرق كل خلائق الجنة الذي هو موجب وكرائحة المسك الا انه اقل إيجابية عن بقية مناطق الجنة وان أردت التمثيل البعيد فقط " هي حمام الجنة ان صح لنا التعبير المجازي " ولذك اختارها الشيطان وسكن فيها تماما كما تفعل الشياطين عندنا الان حيث تسكن المراحيض لانها اعلي نقطة في البيت سالبية . سكن فيها الشيطان الذي توعد ابن ادم " لَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آَذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا" (النساء -119). فقد توعد ابن ادم بالدمار الأزلي حقدا وغرورا فماذا فعل ؟ ذاقا الشجرة للاسف ولاحظ هنا انه مجرد تذوق ابتداء اي انهما أكلا منها نزرايسيرا لفرط خوفهما وشكهما ووجلهما من الله وهكذا المؤمن دوما عندما يخطأ يخاف ولا يجاهر بالمنكر ويستتر وسرعان ما يفيق من غفلته ويعود الله ربه وخالقه . وهنا "ناداهما ربهما الم أنهكما عن تلكما الشجرة وإقل لكما ان الشيطان لكما عدو مبين "(الاعراف -٢٢)، نداء رباني صادم لعبد مختبئ خائف وهو مستحي يستتر وراء أوراق الشجر من سوءته وعورته المكشوفة امام ربه العظيم ، غلبه الهوي هوي الخلد وهوي السلطة ان تكونا "ملكين "ان تكونا من "الخالدين" وكذلك هوي "البطن "فقدا ذاقا الطعم ووقعا في فخ ابليس اللعين الذي استغل الهوي والضعف البشري كي يوقعهما بكل الوسائل باْذن الله . قال لهما ربهما انه عدوكما الشيطان الرجيم الذي حذرتكما منه قديما انه عدو مبين قوي وذكي وحاقد . "قالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِين •قال اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ "( الاعراف -٢٣-٢٤). هنا الفرق القطعي الصارخ انظر اجابة بني ادم للرب العظيم :- ربنا ظلمنا أنفسنا والا تغفر لناوترحمنا لنكونن من الخاسرين ! وجواب الجن عند الخطيئة للرب العظيم :- " قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ۖ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ (75) قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ ۖ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ "(ص-٧٦). انكسر ابن ادم واعترف بخطئه وظلمه لنفسه لمعصيته وندم وطلب العفو والغفران من الله و بقسوة والا فإنه قد خسر كل شيئ ؛ اما الجن فقد استكبر وواقح الذات الإلهية وبدأ يراجع الرب العظيم الاعظم في خلقه : انا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين . وهنا جاءه القدر الرباني البتار .. "قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ" (الاعراف -13). لُعن الشيطان ابليس وطُرد من رحمة الله ومن الجنة وتاب الله علي ابن ادم وزوجه "فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (البقرة-37). نعم تاب الله عليه الا انه خفف عليه الحكم الرباني فان النظام الرباني عادل من يخطأ يحاسب ويعاقب ولكن بلطف الله ومن يتكبر يحترق بنار الله الأزلية باْذن الله والي الأبد "قلنا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا ۖ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ" (البقرة-38). نزل ادم مع الشيطان الي الارض ارض التعب والشفاء ارض الاختبار الرباني العجيب . فلماذا ضعف ابن ادم وأخطأ نعم لماذا ضعف ادم لمكر الشيطان وهو يعلم انه عدوه اللدود والذي انذره بذلك هو رب العزة بنفسه جل علاه وأحل له الجنة كلها الا شجرة واحدة فقط فيها ، باذنه وقدره لا اله الا هو !؟؟ لماذا ؟؟ اولا : لان ابن ادم أصلا خلق ضعيفا " وخلق الانسان ضعيفا "(النساء-٢٨). وهذا ما قاله ابليس عندما رَآه مسجي أمامه أجوفا منذ البداية فلماذا كان ضعيفا :- " في المراد بـ ( ضعْف الإنسان ) ثلاثة أقوال للعلماء :- أحدها : أنه الضعف في أصل الخلقة لانه خُلق من ماءٍ مهين . والثاني : أنه قلة الصبر عن النساء . والثالث : أنه ضعف العزم عن قهر الهوى . وهنا نلاحظ ان الأسباب الثلاثة وكأنها في أصل الخلقة لابن ادم نفسه وتعتمد علي خيارات تفسه وقراراته هو وحده باْذن الله . ثاتيا :ابن ادم من فطرته انه وممكن ان يخطأ أصلا باْذن الله . أبي هريرة رضي الله عنه، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم.(مسلم). هذا يعني ان الخطأ ممكن من ابن ادم ليتبعه فورا بالاستغفار مي يغفر الله له لان من اسماء الله الحسني انه الغفور الغفّار لا اله الا هو فكيف يكون هو الغفور اذا كان ابن ادم معصوم من الخطأ ومن هنا كانت الخطيئة الأولي لابن ادم فان ابن ادم يخطأ وخير الخطائين التوابين لله رب رب العالمين .
ثالثا : الهوي والشيطان والعقل السالب والنفس الإمارة بالسوء كلها أعداء
وهي من تركيبة كينونة الانسان وعملية مصارعة الهوي والشيطان والعقل السالب والنفس الإمارة بالسوء هي التي تحدد قوة ابن ادم ومدي قربه من الله وإمكانية ان يغفر الله له زلته كما كما حدث سيدنا ادم عليه السلام ،وهي قوية وخاصة اذا كانت الشياطين الموجودة كثيرة ومدربة فان الزلل يكون له فرصة اكبر . رابعا : اصرار الشيطان الرجيم علي إغواء وإغراء وأضلال ابن ادم كان شنيعا ولن يتغير
وسيظل يزيد ويزيد للاسف وستظل خطواته تتالي ولن تتوقف علي نقاط ضعفه التي يعرفها ويضغط عليها بكل الطرق كلما فشل من طريق لف حبل اخر وهكذا فالشيطان يصر ويصر علي إنجاز مهمته فيخطا ابن ادم ثم سرعان ما يتذكر ويتوب ويستغفر فيجن جنون الشيطان الرجيم " وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (ال عمران /135). هي من اهم صفات المؤمنين المخبتين الي الله والشيطان يهرب ويخاف ويلطم من ابن ادم المؤمن المستغفر التائب العابد ... قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا قرأ ابنُ آدم السجدة فسجد، اعتزل الشيطان يبكي، يقول: يا ويلي أمر ابن آدم بالسجود فسجد، فله الجنّة وأُمرتُ بالسجود فأبيت فلي النار "( مسلم ). وعليه با عُبَّاد الله ... "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ" (النور -21). ضعف ابن ادم واكل من الشجرة المحرمة التي أمره الله الا يقترب حتي منها " لا تقربا " لان الله يعلم ان الشيطان يسكنها وان ابن ادم ضعيف الا انه عصي الله وأخطأ وضعف وتاب واستغفر فتاب الله عليه باذنه وأهبطه هو وعدوه الي ارض الشقاء . فهل كان ضعف ابن ادم مبررا يا تري ؟ هل يمكن لنا نحن الذين نعاني الان تبعات هذه الخطيئة بوجودنا في الارض ان نبرر له ذلك عليه السلام فأننا لولا تلك الخطيئة لكنا الله كلنا نرتع في الجنات برضا الرحمن !! سؤال يجب ان نقف عنده باْذن الله وهنا نقول ... اولا : ان ابن نسي ابتداء والنسيان افة الانسان " وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَىٰ آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا" (طه -115). "قول مجاهد وأكثر المفسرين ومنه نسوا الله فنسيهم . وثانيهما : قال ابن عباس ( نسي ) هنا من السهو "(ابن كثير ). اذا هو السهو والنسيان والضعف البشري التركيبي في أصل الكينونة وهذا مرفوع أصلا عن ابن ادم لانه ضعف خلقي قديم "عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استُكرهوا عليه "(حسن صحيح ). وامة محمد صلي الله عليه وسلم من أصل جنس ابن ادم عليه السلام فهو اذا مرفوع عنه باْذن لان الخطيئة الأولي حدثت بسبب الضعف البشري الخلقي في أصل كينونته وهذا مرفوع ومغفور عنه من رب العالمين برحمته وأذنه . الا ان الله قد عاقب ابن ادم عليها لانه رأي من معجزات الخلق من رب العزة بنفسه والله بنفسه جل وعلا هو الذي انذره من عدوه اللدود وهو الذي اسكنه الجنة يسرح ويرتع فيها كما يشاء فكان لزاما عليه ان يلتزم ويتذكر ولم يكن الامر صعبا أبدا فهي شجرة واحدة من بلايين الأشجار عرفها له بنفسه "تلكما الشجرة " لذلك كانت العقوبة قاسية ولكن لا تخلو من اللطف الرباني الحنون . ثانيا : "وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ"(الاعراف -21). " قاسم " ، أي أقسم، ولذلك حينما عاتب ربنا سيدنا آدم أوضح سبحانه: أنا قلت إنه عدو لك ولزوجك، ولسوف يخرجنكما من الجنة لتتعب وتشقى، فقال آدم: يا ربي ما كنت أعتقد أن خلقاً من خلقك يقسم بك على الباطل. ولم يأتي على البال أن خلقاً يقسم بالله على الباطل. وكانت هذه أول خديعة في الخلق. ولذلك نجد قتادة- رضي الله عنه- يقول: " المؤمن بالله يُخدع"(الشعراوي ). هنا كان صدق جنس ابن ادم عليه السلام مع الله انه مع حنيفيته الصادقة الطيبة لا يصدق ان احدا يقسم باسم الله في الجنة كاذبا وهذا هو عمق سوء الشيطان وحقده علي الانسان يمكن ان يقسم لك آلاف المرات وفي أقدس بقاع الارض فقط ليضلك ويغويك ويخرجك من الجنة برا بقسمه الاول . ثالثا : الشيطان لعنه الله استغل كل عناصر المكر علي ابن ادم الطيب الحنيفي الي الله ؛ فقد استخدم الهوي الطعام المحرم وقد استخدم عقل النفس الإمارة بالسوء معضلة الخلود في هذا النعيم واستخدم العقل السالب السلطة والقوة والرئاسة " ملكين " وصب هو عليه من وسوسته القسم الكاذب المزور فكيف يصمد ابن امام كل ذلك وهو ضعيف طيب ودخل عليه من باب زوجته الانثي التي يحب و تتعبر اكثر عاطفية وعرضة لمكر الأبليس لانها تنسي اكثر منه " ان تضل احداهما فتذكر احداهما الآخري "( البقرة -٢٨٢) "ان تضل اي ان تنسي " ( البغوي )، فقدرة تذكر المراة نصف قدرة الرجل فدخل من بابها الأضعف الا وهو النسيان اكبر حيل الشيطان " وما انسانيه الا الشيطان ان اذكره" (الكهف-٦٣).