خدعه

قصة جميلة خفيفة مني لكم فيها من الحب والواقع ما يفيدكم ... فكانت تلك القرية الصغيرة التي يملألها السعادة والأمان ... مليئة بالأحباب والعشاق .. فبحب بريء بدأت القصة .. وبين الباب والباب ..والنوافذ وبين البيوت والطرقات .. كانا بعمر المراهقة بريئان .. يتحدثون ويسهرون ويلعبون بحب كبير حتى لا يستطيعان ان يتفارقا.. ومع الأيام أصبحت روحهما واحدة وحبهما اكبر من ما كان .. يخاف عليها وتغار عليه .. وغيرتها مرض وخوفه أمان .. في نفس المدرسة يتعلمان .. وبعدها بالجامعة تخرجا .. يحسدهما الوحيد والحيران .. لقبا بروميو وجوليت ... ويخططون للزواج والاستقرار .. ولكن هذان الاثنان يواجهون من المشاكل اليومية مثل اي متحابان.. فلا تخلو الحياة من المشاكل ومن المتاعب ... ولكنهم بحبهم أقوياء ومشاكل الحياة يحاربان.. في يوم كان للحبيب مميزا .. طلب من حبيبته القدوم الى بيته ليلا.. وقال لها لايوجد هنا أحدا فنحن سويا والقمر والعشاء.. وقولي لأهلك أي حجة لتأتي بها عندي ان كان هذا من الذكاء .. فتحمست حبيبته وركضت اليه في عز الشتاء.. لم يكن بيتهم بعيدا ولكن رهبة الليل والامطار توهت الفتاة بالطرقات.. ولم يكن هناك اضواء لتعرف اين هي واين المكان .. لم تستقبل رسالته حيث قال لها حبيبتي لا تأتي فأخاف عليكي العتمة والامطار.. فلا تخاطري من أجلي فليكن لقائنا بيوم أجمل وأمان .. فخرجت هي قبل ان تقرأ رسالته فكانت تائهة في الشوارع وبين الزقاق.. وصلت ودقت الباب .. وإذ برجل وحيد يفتح لها ويقول ماهذا الملاك.. وكيف وصلتي هنا بهذه الليلة وبهذا الشتاء.. قالت له أرجوك هربت من بيت أهلي ليلا بعد نومهم لاذهب الى ذاك الفتى فلان .. فأنت تعلم من اكون فأنا حبيبته وبكل براءة تتكلم مع هذا الرجل المحتال.. فسرت له كل شي وطلبت منه ان يأخذها الى بيت ذلك الشاب ... فبتسم بسمته وقال بها وصلتي فقط ادخلي لكي اقدم لك كوبا من الشاي.. فوافقت وبطيبة قلب تعتقد ان الناس كلهم أوفياء.. فماذا برأيكم حدث بعد ذلك لهذه الفتاة الشقراء..؟؟// وبعد دقائق كانت هي على الكرسي مسترخاء.. أتى لها بكوب شاي ساخن وقدم لها الشراب.. وبإبتسامة خبيثة قال بها اشربي وبعدها اوصلك الى ذاك الشاب .. شربت وإذ بعد ثواني في نوم عميق تذهب ولا تفيق الا بعد طلوع الشمس وهي مغطا بالدماء.. فتحت عيناها..تنظر وتسأل نفسها اين انا .. وماهذا المكان .. نظرت لنفسها ورأت الدم جاف بين فخديها وهي موجوعة ولا يوجد احد في الأرجاء.. بكت وبصوت عال تصيح لاا هذا مستحيل لم يحدث هذا لي فقدت عذريتها بسبب ذلك الخبيث المحتال... نظفت نفسها وغسلت ثوبها ورجعت الى البيت تعبه واهلها يصيحون اين كنتي بتلك الليلة النحساء ... عاقبوها وضربوها لِطيشها وهي صامتة ولا تدافع ولا تقول كلمة ولا حرف .. حبسوها بالبيت لجمعة وجمعتان ... يرسل حبيبها الرسائل ويرمي الحجارة على النوافذ ولا ترد ولا هي بالبال.. ماذا افعل وكيف اتصرف وماذا حدث بحالي لقد ضعت واني خائفة ماذا اقول لحبيبي لأهلي كيفة انظر الى نفسي ماذا حصل لحياتي .. مرضت بعدها مرض قوي وهي بالفرشة لا تتحرك خاف عليها أهلها وظنوا ان السبب كان العقاب.. أتى الفتى حبيبها الى منزلهم .. وطلب من الأب الاذن بأن يتطمن على ابنتهم .. وكان ابو الفتى وامه معه .. فتطمنوا عليها ولم ترفع الفتاة عيناها الى مكان .. بعدها جلست العائلتان وطلب والد الفتى ابنته لابنه للزواج .. فرح الاب وقال بنفسه هذا ما ينقصها ابنتي لتخرج من المرض ومن العذاب .. فوافق ووفقت الام ورتبوا للزواج .. لم ترفض ولم تقل شيئا وتزوجت بأسبوع وكان هو مصدوم فقط يريد ان يستفرد بها ليعرف ما بالها وينقذها من حالها.. انتهى الزفاف...ودخل العريسان الغرفة اخيرا من بعد كل هذا العذاب .. كشف الغطاء عن وجهها الجميل وقبل رأسها وقال لا تخافين انا معك وسأبقى حتى الممات.. قالت له هل انت متأكد من هذا !؟ قال حتى وان كنتي مجنونة ولا تعرفين السين من الصاد.. قالت هل انت متأكد ؟ قال حتى وان كنتي لا تحبينني وتحبين غيري فلن اتركك حتى تعشقيني عشقا لا يسعه الأكوان .. قالت هل انت متأكد.؟ قال لن يهمني اي شيء الان يهمني فقط ان اكون بين الأحضان.. فأنتي ملكتي الان وانا كلي لك حبيبتي فهذا كان حلمنا سويا هل تذكرين تلك الأيام .. بكت ونزلت دموعها وقالت ياريت بيدي ان ارجع ذاك اليوم.. الذي فيه ركض اليك بعز الشتاء.. وهربت من بيت اهلي ليلا لاكون بين احضانك كما تشاء.. ولكني تهت .. وطلبت المساعدة من رجل كان خبيثا محتال .. أذاني وقتلني وذبحني بل انا الان اموت مليون مرة بسببه وبسبب ما فعل بي ذاك الحقير الخوان.. انصدم وجلس زوجها منصتا للكلام.. أكملت ما حدث لها وهي تصيح من القهر ووجها احمر يكاد ان يفتأ من صياحها القهر المكبوت طول تلك الأيام.. قال لها بحزن شديد ... فعلت هذا من أجلي ولم تصلكي رسالتي .. حتى لا تأتي وأخاف عليكي من يوم كهذا يا فتاة .. بكت اكثر فحتضنها وقال لا ارجووووك لا اريد من بعد هذا اليوم اي بكاء ... فلن ادع مكروه يصيبك وولا دموع تقتلك ولا حتى ذكريات ... من بعد هذا اليوم حبيبتي فلنبدأ صفحة جديدة من حياتنا ولكن سندخل عليها نور عظيم يطهرنا ويطهر ايامنا وحالنا فهل تعلمين ما هذا النور قالت عن ماذا تتحدث .. قال اتحدث عن الاسلام والدين والقرآن .. هذا النور الذي سينقذنا ويشفيكي من مرضك وتعبك باذن من الله .. كيف حبيبي فأنا وانت عمرنا ما وجهنا وجهنا للقبلة وللصلاة والقيام .. ولا صمنا شهرا ولا معلم من الدين الا القليل فكيف انت هكذا الآن .. انزل رأسه إستحياء من نفسه قائلا .. انا من فعل هذا بكي .. ارجوك اسمعيني حتى النهاية .. قال لها انا من دبرت ذاك الرجل وانا قلت لكي ان تأتي بهذا اليوم ورسالتي بعدما تراجعت ولكن فات الاوان وخرجت.. نمتي من بعد الشاي ..ودخلت عليكي حتى انام بين احضانك ورشيت ذاك الرجل يا للعار... احببتك حتى الموت ولم استطع ان انتظر اكثر ولكني لا اعلم ماذا حدث لي لم يكن ببالي اطلاقا ان المسكي وأذيكي ولكن لعب بعقلي الشيطان .. وبعد ما انتهيت تركتك وسكاكين بقلبي مشتعلة على ما فعلت بك انا الخوان .. تزوجتك لعلمي بفعلتي ولأني ندمت بعدها ندم عظيما كان لي تحولا في حياتي ودخلت في اعماق الدين لأتوب لربي على ما فعلت بكي. فلجأت للشيوخ وللسنة والقيام ليل نهار .. تبت الى الله واستخرت واتيت مسرعا من بعد ما شعرت ان الله تقبل توبتي ونزل علي رضاه .. فتزوجتك لاصلح غلطتي ولأسترك واعيشك افضل من قبل بل ملكة لاخر الزمان .. فأرجوووووك سامحيني على فعلتي فلا استطيع ان انظر الى عيناك ... بكت بكت وركض الى الغرفة اغلق على نفسها الباب.. قال خفتي مني ..ارجوك لقد تغيرت واخاف الله فيكي ارجوك اعطيني فرصة لاثبا لك هذا الكلام تحدث كثيرا وبكى على الباب.. وإذ تفتح له وهي بكامل جمالها وتمسك بيديها القرآن قالت له ارجوك اوعدني امام الله ان تكون من الأوفياء .. وتخلص لله بخطوتك له وتساعدني على أن اكون من الأتقياء .. فبتسم واخذها بخضنه ووعدها امام الله وبدؤا حياتهم النقية بنور الله العظيم الذي حوطهم حتى الممات والى ابواب السماوات .. وهذه كانت قصتي لكم احبتي من واقع الحياة//..