ان الله يهدي من يشاء

سلام الله عليكم أعزتي وأحبتي في الله .. سأروي لكم قصةً حقيقية مع صديقة أعرفها بإذن الله بسم الله الرحمن الرحيم وبعد... واقع صعب تعيشه أخواتنا في الله وأقرباء لنا يكتمون ويصبرون ويشكون لله تعالي ... ولكن بعد ما كتمت وكتمت أطلقت لي نيران كبتها وصبرها ...بإذن واحد أحد فهي إمرأة جميلة الشكل حسنة الخلق لديها شهادة جامعية وشغلها الراقي وبيتها ملك لها وسيارتها وفعلا إمرأة قوية حفظها الله ورعاها ... لم يأتي نصيبها من الزواج مع أن لديها ما يتمني كل الرجال ...تعيش بوحدة وبعيدة عن أهلها ..كل حياتها عمل وعبادة وتنتظر من يغير لها روتين حياتها القاسي .. وبإذنٍ من الله تعرفت علي رجل جُذِب لها وطمع بخلقها وكمالها والكمال لله .. فهو أيضا جميل الشكل والمظهر لديه ما لديها لسان طلق من الرومانسية وكلام الحب خطف قلبها واختارته من بين الرجال زوجاً لها ... عاشت معه أول سنة من عمرها وكانت من أجمل أيام حياتها وأنجبت منه الأولاد بحمد وفضل من الله ... كانت هي متواصلة مع دكتور اجتماعي ونفسي تكلمه وتسأله من السؤال ما يشغلها ومن الأزمات ما يحل عقدها بإذن الله .. وفجأة تغير حالها وانقطعت عن صديقاتها وعن دكتورها وأشغالها ..فما الذي جري وما حالها ... هنا أتتني بعد طوول غياب وقالت لي ما أصابها.. كشفت حقيقة زوجها ...فكان يكذب عليها بأنه الزوج المثالي ليأخذ منها قلبها وباع بيتها وسيارتها واخذ مالها بالبنك وكل ما لديها من أملاك واختفي ..فكان رجل مقامر... سكييير ...مدمن علي المخدرات والحرام والعياذ بالله ..ولكنها كتمت ولم تقل لأحد ما أصابها من بلاء وصبرت ودعت ربها الخلاص لها ولاولادها لا حول ولا قوة الا بالله واختفي 3 ليالي !!! بحثت عنه في كل مكان وتركت إسمه في المستشفيات وفي مراكز الشرطة ... حتي أتاها اتصال من الشرطة يقول :: وجدنا المواصفات التي تنطبق علي زوجك وجدناه في مزبلة مرمي ليس واعياً من كثرة شرب الخمر والمخدرات ، وأرسلوه إلي المستشفي للعلاج وقال الدكتور بأن حالته النفسية صعبة ويحتاج إلي الحب والحنان والرعاية والصبر المستمرة حتي يشفي ويعود له عقله ويتحرك من جديد. صُدمت به المرأة ولم تعلم ماذا تقول وماذا تفعل به ..هذا الرجل الذي خانها وقتل قلبها وسرق سعادتها وأملاكها ولم يبقي لها شي ، تراه الآن مريضاً ضعيفاً لا حول له ولا قوة أمام عيناها اللامعتان .... يا ترى ماذا فعلت ؟؟ وماذا كان خيارها ؟؟! أترك لكم الخيال العميق لمعرفة خيار هذه المرأة ؟! والإجابة تصلكم بعد حين ..
إجابة القصة ففي نهايةِ قصتي ..قالت المراة للدكتور .. أخي هذا الرجل الذي آذاني بكل ما للأذى من معني ... وسرق مني كل شي ، ضعيفٌ الآن أمامي. فهل الإنتقام منه سيرضي ربي ... ويرضي ضميري .. فصدقاً أخي هذا الرجل أخرجني من حياة الوحدة وأنجبتُ منه أطفالي فلذةُ كبدي .. وعاش معي سنة مليئة بالحب والسعادة الكاملة ..بعد شقاءِ سنينَ وحدي .. فلهذا أخي سأكور شاكره له علي ما قدمه لي وإن قل فإن المعاملة مع الله وسأقبل بأن أكون له طبيبة وأم وزوجة وأخت وصديقة أرعاه و أطعمه بيدي وأساعده لله رب العالمين حتي يعود إلي عافيته وأغرس فيه من حب الله وأُبعده عن حب الشهوات بإذن الله وأتمني أن يعينني الله علي ما اخترت من خيار .. وبعد طول أيام .. وشهوور وسنين ... هذا الرجل المسكين ..المريض الضعيف رجع له عقله.. ووقف مصعوقا من هذه المرأة الجبارة تربي أولادها وتهتم ببيتها وبزوجها المريض وتذهب لشغلها لكسب المال وتطعمهم وترعاهم وتمسح دمعهم وتدرسهم وهو يراقب ويري... فتعلم درسا لن ينساه ابدااا.. فبدلا من أن يذهب للقمار.. ذهب للقيام ... ليدعو لهذه المراة المؤمنة .. وليقبل الله منه التوبة ... فكان الله جل وعلا قد ابتلى هذه المرأة ليرفع مراقيها بصبرها وليهدي ذلك الرجل بفضله ورحمته {فإنك لا تهدي من أحببت إن الله يهدي من يشاء} حكيمة الزمان ..