top of page

الصحبة الطيبة


بسم الله الرحمن الرحيم. كانو عائلات مجموعين في بيت صغير .. بحي فقير .. بقرش قليل .. ينامون ويأكلون سويا يحتضنون بعضهم بعضا بكل حب وطيبة .. نفس واحد طبق واحد فراش واحد . وبكل حب ..وبدون تذمر .. لم يكن الفقر عيبا ولا نقما ولا تعبا ..فكل رجل منهم بشغله يخرج ثمن البيت والاكل والدواء والحاجة .. فكملو بعضهم بعضاا .. اجمل الأيام يعيشوها .. أحلى السهرات يسهروها .. لا حقد ولا غيرة ولا غرور ولا شذوذ ولا فسوق ولا حرام يرون ولا يشربون ولا يقولون ولا يفكرون .. طاهرة قلوبهم مثل الثلج عقولهم ارواحهم معلقة مع الله بصفاء ورضى .. ياااااااه .. كم يفتقد هذا العالم هذه المعاني .. ولكن هؤلاء الناس يعيشوها .. نعم هذه العائلة المتكونة اكثر من 17 فردا مع اطفالهم يعيشوها .. ولكن .. صعوبة الحياة قست عليهم قليلا .. واجبرتهم بإخلاء المنزل فورا.. أتت الشرطة وصاحب المنزل واخروجهم بالقوة .. يبكون الاطفال وامهاتهم يأخذون مونتهم وثيابهم حزينين أين سنذهب ؟؟ أين سنبيت ؟؟ ماذا نفعل ؟؟ . حاول الرجال أن يبحثوا على مكان يلجأون اليه .. سألوا بحثو لم يجدوا .. فقرروا أن تذهب كل عائلة الى نصيبها لان هذا العدد لن يستقبله أي مكان .. وهنا كانت الصدمة على هذه الرفقة الطيبة .. الفراق ولحظة وداعهم .. فتخيلوا معي .. بملابس البيت وفي الشارع مع الحقائب وفي وسط الزحمة وبين الناس .. دموعهم وخوفهم واضح على وجوههم ... لا لا أترك صديقي يبكي ويضمه لا اترك أحبائي.. ولكن .. القدر وخيارات نفوس البشر ..غيرت حالهم .. وستفرقهم .. من قدر الله الى قدره .. والتوكل عليه عنوانهم .. فقالت النساء فلنتوكل على الله ولنلقاكم بإذن الله .. في يوم من أيام هذه الحياة .. وإن لم تكن في الدنيا فلتكن في الاخرة مع التقاه بإذن من الله ... ودعوا بعضهم بعضاا ... وكل عائلة اخذت طريقها .. طريق لا يعلموا أين وجهتهم .. فقط متوكلون على الله ليهديهم .. فماذت حصل بعد ذلك برأيكم وكيف قسم الله لهم معيشتهم في هذه الدنيا ؟.// وبعد اتخاذ كل عائلة منهم خيارها .. وتوكلوا على الله بحب ورضى .. منهم من ذهب الى مدينة اخرى فيها يتواجد خالهم .. ومنهم من دبر مدير شغله بيت صغير في قرية بعيدة ليسكنوا فيها ..ومنهم من لجأ الى دار المساعدات والمحتاجين وسكنوا في مقرهم .. والآخر من اشتغل في مطعم متواضع وسكن هو وزوجته واولاده في المخزن .. قسمت حياتهم .. يعيشون .. ليسوا مقطوعين الحمدلله .. والله فرحوا وشكروا الله أنه سترهم وقدر لهم الخير .. لا يريدون المال ولا الدلال ..فقط الرضى من الله والستر والأمان .. عدت الأيام .. وإذ رجل أتى على المطعم الذي يشتغل فيه فرد من أفراد العائلة .. رجل وسيم صغير في العمر بملابس راقية ومن عائلة غنية .. جلس على مقعده وأتى الرحل ليأخذ منه طلبه .. رأه الرجل وشبه عليه انه يعرفه أو رأه في مكان ما .. ولكن تردد واكمل شغله .. كان الرجل الغني يجلس وبفمه كلام .. كان وحده يراقب ..مدير المطعم ترقب له ليكون مل شي على زوقه .. وبعد انتهائه للعشاء .. تحدث مع المدير ورحل .. أتى المدير للرجل الفقير وأعطاه ظرفا ابيض مغلق قال المدير له هذا من الرجل الغني الذي كان يجلس هناك .. فتح الظرف .. أوقع الظرف أرضااا.. لم يصدق .. قال لا لا اريد هذا .. يا الله كيف هذا حصل.. ماذا كان في الظرف يا ترى ..؟! كان هناك عقد شراء بيت بمساحة كبيرة في منطقة بيتهم القديم ... بمبلغ كبير .. تفاجأ الرجل من هذا وكيف أهداني هذا البييت .. سأل عنه وذهب عنده لديه شركة كبيرة معروفة .. دخل عليه المكتب بعد جهد .. وسأله من انت وكيف تهديني مل عذا وانت لا تعرفني حتى .. قال له الرجل الغني .. كيف لا أعرفك.. فأنت وعائلتك غيرت حال أبي .. أبي فلان قال له اسمه بالكامل .. بدأت دموع الرجل الفقير تظهر .. فقال له أبي كان تعيسا طول حياته .. لا يحب الشغل في الشركة ولا يطيق الجلوس في بيتنا الكبير .. لا يجلس مع الزوار الأكابر ولا يطيق شرب العصير.. ويجلس مع الخدم دوما حتى ظننا انه مريض.. فأخذناه الى المشفى وهرب من هناك وحيد .. بدون مال ولا ثياب ولا هوية ولا شيء. اختفى عنا وظننا انه مات .غاب عنا سنين .. اين ذهب لا نعلم ..وإذ بعد كول غياب يظهر وفرحنا فرحا شديد. ولكنه أتى بكامل وعيه ورجل مسؤول بنفسية قوية وذو نظرة راقية وكلمة حاسمة.. فتح باب البيت .. وكلنا عليه مجتمعون ..روى ما حصل معه .. وهو الآن كعادته يسكن مع الخدم لم يتغير عن هذا الأسلوب.. ولكنه يعرف ماذا يريد .. فطلب مني أن اوصل لك هذا الظرف .. هدية منه لكم على ما قدمتوا له من حياة هادئة وحب واستقرار وفرح وأمان وطيبة .. ففعل الآن ما تريد وهو ميقن تماما ماذا ستفعل بعد حين .. فرح الرجل الفقير ..وأخذ يبحث عن كل عائلة مانت معه في السكن .. بحث كثيرااا وبذل قصار جهده لجمعهم اخيرااا.. ولم شملهم ثانيااا .. بعد طوووول فراق .. كبروا الأطفال .. تجمعت الأمهات .. وروى لهم ما حصل بالتفصيل .. نقلوا الى البيت الكبير كلهم فرحين .. متفائلين .. بكل حب يركضون الى بعض يحضنون .. ويبكوون . يا الله توكلنا عليك . وفرقتنا لتجمعنا في مكان افضل وبشوق اكبر . يا ربي سبحانك يا الله .. بعد ما اجتمعوا أتى الاب الكبير الغني صاحب هذه الهدية الكبيرة.. فتح الباب وإذ كلهم يركضون عليه يعبطوه ويقبلوه .. أتيت أخيرا .. سحبووه وعاملوه مثل الأيام الخوالي . ياااه شو مشتاق انا كنت لهذا الحضن وهذا الحب واللهفة الخالصة .. ياه ماا يعني المال والرياء والثراء أمام نظرة حب ودمعه مشتاقة مقدرة ... ما هي الحياة من غير صلاة جماعة وتلاوة سورة الكهف مجتمعين وتذكير بعضنا بعضا بالتحصين والنوم سويا على الحصيرة او بين الفرشتين .. فها نحن اليوم اجتمعنا ثانية ..ولن اضيع حياتي بعيدا عنكم اكثر . بل مع احبتي سأبقى حتى أفارق حياتي باذن الله .. ففي بعدكم عني .. ما نسيتكم والله . الله لا يفرقنا ويجمعنا في بجنته باذن الله.. حفظكم وحفظ احبتكم اجمعين من اجمل قصص الواقع لكن مني احبتي ..//

مواضيع سابقة
bottom of page