الخروج من الجسد والإسقاط النجمي

يستخدم مصطلح الإسقاط النجمي Astral Projection عادة لتفسير حالة الخروج من الجسد والتي تعرف إختصاراً بـ OBE ، ويستند هذا المفهوم على فرضية وجود جسد آخر (نجمي) يكون مفصولاً عن الجسد المادي وقادراً على السفر خارجه إلى مستوى آخر علوي يطلق عليه المستوى النجمي Astral Plane ، وتعود جذور فكرة السفر النجمي إلى العديد من المعتقدات الدينية والتي تتناول حالة "ما بعد الحياة"، تلك الحالة التي يهاجر فيها الوعي أو النفس في رحلة تعرف باسم تجربة خارج الجسد ، ولذلك كان لهذه الفكرة علاقة مع تجربة الموت الوشيك والمعروفة إختصاراً بـ NDE وأيضاً مع النوم والأحلام والأمراض وحتى مع العمليات الجراحية والوقوع تحت تأثير المخدر وشلل النوم وأشكال متعددة من التأمل. سنتناول في هذا المقال فلسفات ومعتقدات عن الإسقاط النجمي وكيفية القيام به والمقابلة التي أجريت مع جيري جروس الذي يقيم دورات تدريبية حول الإسقاط النجمي على شكل ورش عمل. الإسلام ذكر الله في القرآن الكريم : "الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون" - الزمر 42 وفي تفسير القرطبي ، قوله تعالى : "الله يتوفى الأنفس حين موتها " أي يقبضها عند فناء آجالها ، والتي "لم تمت في منامها " اختلف فيه . فقيل :يقبضها عن التصرف مع بقاء أرواحها في أجسادها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى وهي النائمة فيطلقها بالتصرف إلى أجل موتها ، قاله ابن عيس . وقال ابن عابس وغيره من المفسرين أن أرواح الأحياء والأموات تلتقي في المنام فتتعارف ما شاء الله منها ، فإذا أراد جميعها الرجوع إلى الأجساد أمسك الله أرواح الأموات عنده ، وأرسل أرواح الأحياء إلى أجسادها . وقال سعيد بن جبير : "إن الله يقبض أرواح الأموات إذا ماتوا ، وأرواح الأحياء إذا ناموا فتتعارف ما شاء الله أن تتعارف فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى " أي يعيدها . قال علي رضي الله عنه : "فما رأته نفس النائم وهي في السماء قبل إرسالها إلى جسدها فهي الرؤيا الصادقة ، وما رأته بعد إرسالها وقبل استقرارها في جسدها تلقيها الشياطين ، وتخيل إليها الأباطيل فهي الرؤيا الكاذبة". - ويذكر في السيرة النبوية نام أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة في السفر بعدما تكفل بلال بإيقاظهم لصلاة الفجر كلن غلبه النوم، فاستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم وقد طلع حاجب الشمس، فقال لأصحابه: (إن الله قبض أرواحكم حين شاء، وردها عليكم حين شاء، يا بلال ! قم فأذن بالصلاة... ) وهو حديث صحيح يدل على أن الروح تخرج من الجسد عند النوم، ولكن يبقى لها معه تعلق واتصال، ولذلك يستمر في التنفس والحياة، وإلا فلو كان خروجاً كلياً كخروجها عند الموت لكان لجسده شأن آخر فيما يحدث له من الفناء.