العين وقضية عدم الايمان بها

قضية تثير الانتباه : أيها الأخوة, نحن في أمور الدين, لا يجرؤ إنسان كائناً من كان أن يدلي بآرائه الشخصية، في أمور الدين توقيفي من عند الخالق، في الدين في نصوص قطعية قرآن وسنة, فالإنسان حينما ينتبه إلى هذا الموضوع الدقيق؛ موضوع العين, آلاف المصائب أو تسعون بالمئة من المصائب, سببها عين حاسد, وسببها الآخر إنسان غافل، عين حاسد والمحسود غافل، غافل عن الله, فافتخر بما عنده, وحاسد محروم, نظر إلى هذه النعمة, فكأن شعاعاً مؤذياً خرج من عينه إلى المحسود. من ضعف الإيمان : موضوع العين موضوع دقيق, لمجرد أن يرد في القرآن الكريم, لمجرد أن يرد في السنة النبوية الشريفة, فهو موضوع حق, ولا بد من أن نأخذ منه موقفاً، أما أن تدعي أنك ذو تفكير علمي, وأن هذه الأشياء التي وردت في القرآن والسنة, دون أن تشعر بعقلك الباطن, لا تعبأ بها, خرافات, خزعبلات، حينما تنظر إلى قضية عالجها القرآن الكريم, ونبه إليها, ولم تأخذ منها الحيطة والحذر, فهناك ضعف شديد في إيمانك. قال تعالى: (أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلَىَ مَآ آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَآ آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مّلْكاً عَظِيما) سورة النساء، أية (54) يقول الشاعر: وداريت كل النّاس لكن حاسدي مداراته عَزّت وعزّ منالها وكيف يداري المرء حاسدَ نعمةٍ إذا كان لا يرضيه إلا زوالها عن رسول الله قال لا حَسَدَ إلا فِي اثْنَتَيْنِ رَجُلٌ عَلَّمَهُ اللَّهُ الْقُرْآنَ فَهُوَ يَتْلُوهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ فَسَمِعَهُ جَارٌ لَهُ فَقَالَ لَيْتَنِي أُوتِيتُ مِثْلَ مَا أُوتِيَ فُلانٌ فَعَمِلْتُ مِثْلَ مَا يَعْمَلُ وَرَجلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالا فَهُوَ يُهْلِكُهُ فِي الْحَقِّ فَقَالَ رَجُلٌ لَيْتَنِي أُوتِيتُ مِثْلَ مَا أُوتِيَ فُلانٌ فَعَمِلْتُ مِثْلَ مَا يَعْمل. ما المراد بكلمة "مستمر"؟ أليس فيها إشارة إلى تأبيد النحوسة في هذا اليوم بمعنى تكررها بمرور السنين والدهور؟ والجواب: إن كلمة نحس إما أنها صفة لليوم أو صفة لـ "نحس" وعلى التقديرين فليس ثمة ما يدل على تأبيد النحوسة، أمّا إذا كانت صفة لليوم ـ كما هو الأرجح فيكون المراد استمرارية شؤم هذا اليوم أي نكده وضرره عليهم سبع ليال وثمانية أيام حتى أتى عليهم العذاب في اليوم الثامن، وأمّا إذا كانت صفة لـ" نحس" كما نقل عن قتادة، فيكون المراد أن العذاب استمر بهم في الدنيا حتى اتصل بالهلاك الأخروي، ولذا روي في شأن النحوسة الواردة في الآية أنها " لا تدور"، كما في تفسير العياشي بالاسناد إلى أبي جعفر(ع)(راجع مجمع البيان9/316، والتبيان 9/450) إليكم هذه الآيات الثلاثة التي تؤكد أن العين لها فعل خطير : أيها الأخوة الكرام, إلى الآيات, ثم إلى الأحاديث، الله عز وجل يقول: (وَقَالَ يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ) >سورة يوسف الآية: 67< يعني هناك حولك إنسان حرمه الله الأولاد, وأنت عندك أولاد, في وسامة, وفي أناقة, وفي جمال, وفي تفوق مدرسي, تأخذهم إلى هذا الإنسان المحروم وتبين لهذا الإنسان هذا الأول في المدرسة في صفه و كان،وهذا الثاني, وهذا نال الدرجة الأولى في السباحة , وهذا أخذ جائزة في الركض ، ما هذا الكلام؟ هذا ظلم وتحجيم له, هو يتألم لما أعطيته انت , ولم يعط هو ... هنا الخطأ, المنطلق حينما تنطلق إلا تتباهى بما عندك, اجعل هذه الآية منهجاً لك, قال تعالى: (فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ) [سورة القصص الآية: 81]
الإنسان عندما ينعم الله عليه ان يزداد بهذه النعمة تواضعاً, ويزداد بهذه النعمة محبة لله, يزداد بهذه النعمة خدمةً للآخرين, والإنسان إذا تواضع مع النعمة, رفعه الله في أعلى درجات الكمال.