"من أسرار الدعاء "

"-وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ" (60-غافر). أنه من السهل ان تقرأ عن الدعاء الكثير باْذن الله ولكن ماذا عن أسراره المكنونة.. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: "وَالّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَذَهَبَ اللّهُ بِكُمْ، وَلَجَاءَ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ، فَيَسْتَغْفِرُونَ اللّهَ، فَيَغْفِرُ لَهُمْ" (رواه مسلم). أنه مقام الدعاء اذا ...انه مقام رباني ! فنحن خلقنا بشراً وفينا من الهوي الكثير ولذلك إمكانية الخيار الخطأ منا موجودة وبالذات اذا دخل الشيطان في نفوسنا فأين تصل بِنَا الأمور ونحن لا نستطيع العيش من غير الدعاء قط لانه املنا وملاذنا الاخير عندما تغلق كل الأبواب وتسقط كل الخيارات يكون هو الخيار الصحيح الوحيد المنقذ من الضلال والفناء . يكون هو املنا الأوحد لأن الله هو الغفور الرحيم الغفّار القهار لا اله الا هو وحده . عن قتادة عن أنس رضي الله عنهما قال رسول الله صلي الله عليه وسلم «كل ابن آدم خطاء، وخير الخطَّائين التوّابون » " صحيح الاسناد" اذا هذه حقيقتنا كبشر شئنا ام ابينا والله شاهد علينا كلنا نخطئ ولكن ليس العيب في الخطأ ذاته وإنما العيب هو الإصرار عليه "عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم : ( ارحموا ترحموا , واغفروا يغفر لكم , ويل لأقماع القول ,ويل للمصرين الذين يصرون على ما فعلوا وهم يعلمون ) ( رواه أحمد في مسندهوالبخاري). ولذلك علينا أن نسارع الى التوبة لنكون من التوابين . وقال عبد الله بن المبارك : حقيقة التوبة لها ست علامات : - أولها : الندم على ما مضى ، والثانية : العزم على أن لا تعود ، والثالثة : أن تعمد إلى كل فرض ضيعته فتؤديه ، والرابعة : أن تعمد إلى مظالم العباد ، فتؤدّى إلى كل ذى حق حقه . والخامسة : أن تعمد إلى البدن الذى ربيتهُ بالسحت والحرام فتذيبه بالهموم والأحزان حتى يلصق الجلد بالعظم ، ثم تنشىء بينهما لحمًا طيبًا إن هو نشأ ، والسادسة : أن تذيق البدن ألم الطاعة كما أذقته لذة المعصية . ولذلك يجب أن تكون توبة نصوحا بدعائك المخلص الصادق لله رب العالمين . ويجب في امر الدعاء التركيز علي النية المخلصة ، فماذا تريد أن تدعوا ومن ماذا تريد ان تتوب وأنت تستغفر الله وهذا هو أصل المطلوب أن تستغفر ولكن من ماذا ولماذا ؟ . ومن اسرار الدعاء" الانكسار "امام الله العظيم الاعظم انه الله الحنان المنان كلمه سارره خاطبه قل لله بانكسار كامل ... يا يالله يا بارئ بصري وبصيرتي وكينونتي يالله ... قم اقنت وابكي ولو حتي بصوت عالي وان لم تبكي تباكى حتى تبكي بصدق وعندها تصبح إنسان للمرة الأولي في حياتك . *ومن أسراره يقين الاستجابة:- "وإذا سَألَكَ عِبَادِي عَنِّي فإنِّي قَريبٌ أُجِيبُ دعوةَ الدَّاعِ إذا دَعانِ فلْيستجيبوا لي ولْيُؤمِنُوا بي لَعلَّهُم يَرشُدونَ(186-البقرة ). فكل دعاء استجابته يقينية لان الله قال ذلك جل علاه " اجيب دعوة الداعي " واي داعي ، فان الله يستجيب له استجابة قبول او استدراج وهو بكل شيئ عليم . فهل يكون "القبول" لكل دعاء ؟؟ ... هنا اليقين فالله يقبل لمن يشاء كيفما يشاء وحيث يشاء متى يشاء . والدعاء ونوعين دعاء العبادة ودعاء المسالة فمن أي صنف أنت ، هذا هو الذي يحدد القبول وطريقة القبول. اما دعاء المسالة :- يقول الله "ومن الناس من يعبد الله على "حرف" فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين"( الحج (11) . يعبد الله اي يدعوه على "حرف" بشرط تستجيب يا ربي دعائي عندها يصلي ويصبر وإلا ينقلب على وجهه فيخسر الدنيا والاخرة وذلك الخسران المببن . ندعوا الله الملك الجبار فلا نشترط عليه فلا تفسد دعاءك واخلص نيتك الى الله . اما دعاء العبادة فهو الأصل وهو مقام القبول باْذن الله وهنا يكون الالحاح في الدعاء والإلحاح هو معناه تكرار الدعاء كثيرا ، وقد ثبت ذلك من فعل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَعَا دَعَا ثَلاثًا ، وَإِذَا سَأَلَ سَأَلَ ثَلاثًا .( مسلم ). وان الله ليرجأ القبول حبا في سماع صوت عبده يلح له في الدعاء فاكثروا من الدعاء حفظكم الله وهذا من اعظم أسراره . ومن الأسرار اختيار "جوامع الكلم من أحسن الدعاء و أجمعه و أبينه ، و خير الدعاء دعاء النبي صلى الله عليه و سلم ، فتجمع الادعية مجتمعة في دعاء واحد تردده دوما في وردك . و من الأسرار كذلك استقبال القبلة و الدعاء على حال طهارة و افتتاح الدعاء بالثناء على الله عز و جل و حمده و الصلاة على النبي صلى الله عليه و سلم ، و يشرع رفع اليدين حال الدعاء. ومن الأسرار تحرّي الأوقات و الأماكن الفاضلة ، فمن الأوقات الفاضلة : وقت السحر و هو ما قبل الفجر ، و منها الثلث الآخر من الليل ، و منها ساعة من يوم الجمعة ، و منها وقت نزول المطر ، و منها بين الأذان و الإقامة . و من الأماكن الفاضلة : المساجد عموما ، و المسجد الحرام خصوصا والمسجد النبوي والمسجد الاقصي بفضل الله . و من اسرار احوال الدعاء : دعوة المظلوم ، و دعوة المسافر ، و دعوة الصائم ، و دعوة المضطر ، و دعاء المسلم لأخيه بظهر الغيب ودعوة الأب والام واليتيم والامام والصالحين من العلماء والأولياء والمجاهدين في سبيل الله . ومن الأسرار عدم الدعاء بـإثم أو قطيعة رحم وعدم الاستعجال على الله في الإجابة، قال الرسول صلى الله عليه وسلم : «ما من رجل يدعو بدعاء إلا استُجيب له، فإمَّا أن يُعجَّل له في الدنيا، وإمَّا أن يؤخَّر له في الآخرة، وإمَّا أن يُكفَّر عنه ذنوبه بقدر ما دعا، ما لم يدعُ بإثم أو قطيعة رحم، أو يستعجل فيقول: دعوتُ ربِّي فما استجاب لي» (رواه الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه ). وقال صلى الله عليه وسلم : «يُستجاب لأحدكم ما لم يَعجل، يقول دعوت فلم يُستجب لي» (رواه الشيخان). ومن اخطر الأسرار توخِّي الحلال في المأكل والمشرب والملبس، فقد ورد في الحديث الشريف: «إن الرجل يطيل السفر، أشعث أغبر، يمُدُّ يديه إلى السماء، يارب، يارب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام وغُذيَ بالحرام فأنَّى يستجاب لذلك؟» (رواه أحمد ومسلم والترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه ). ولعل أعظم أسرار الدعاء هي مناجاة الرحمن جل علاه.