قصور شرايين القلب
كيف نعالج مريض قصور شرايين القلب.. بالعلاج الدوائي.. بدون قسطرة.. أو عملية قلب مفتوح.. أو دعامة

عضلـة القلـب هـى أهـم عضلـة فـي جسـم الإنسـان.. وهي موجـوده فـي وسـط الصـدر.. وليـس علـى اليسـار كمـا يظـن البعض.. , وهـى تقـوم بتغذيـة الجسـم بالـدم بإستمـرار عـن طريـق الإنقبـاض والإنبسـاط بمعـدل حوالـى 70 دق فـي الدقيقة.. لتقـوم بذلـك بضـخ خمـس ليتـرات مـن الـدم للجسـم فـى دقيقة واحدة. وبمـا أنهـا تعمـل بإستمـرار فهي تـدق حوالـى 100 ألـف دقـة فـى اليـوم.. تقـوم فيهـم بضـخ أكثـر مـن سبعـة آلاف لتـر مـن الـدم يوميـآ بـلا توقـف,.. فلابـد مـن توافـر الغـذاء الكافي لهـذا العمـل الشـاق,.. ولقـد خلـق الله لهـذه المهمـه شراييـن تلتـف حـول القلـب وتتفـرع وتتشابـك كالتـاج.. ولهـذا تسمـى بالشراييـن التاجيـة.. وهي الشراييـن المغذيـة للقلـب,.. ورغـم أن القلـب هـو العضـو الـذي تخـرج منـه جميـع الشراييـن المغذيـة للجسـم.. وهـو مملـوء بالـدم طـوال الوقـت.. فمـع ذلـك لا يستطيـع أن يحصـل علـى حصتـه مـن الغـذاء مـن الـدم الـذي بداخلـه.. ولكـن يحصـل علـى نصيبـه عـن طريـق هـذه الشراييـن الخاصـة بـه والتي تخـرج منـه أيضـآ لتغذيتـه هـو بنفسـه "سبحـان الله وفي هـذه الأيـام أصبحنـا نـرى كثيـر مـن النـاس تتجـه لعمـل قسطـرة فـي القلـب.. ودعامـات لتوسيـع الشراييـن التاجيـة.. وعمليـات قلـب مفتوح.. وللأسـف كتيـر منهـا يمكـن تجنبـه لـو تـم العـلاج الدوائي بشكـل صحيـح' تبـدأ القصـة عندمـا يشعـر المريـض بألـم فـى القلـب مـع المجهـود,.. ونستطيـع أن نقـول أن ألـم القلـب لـه صفـات وهي أن الألـم يكـون منتشـر فـى وسـط الصـدر ويزداد مـع المجهـود.. ممـا يجعـل المريـض يتوقـف مـن شـده الألـم فيختفـي الألـم بعدهـا بدقائـق ومـن خصائـص الألـم أنـه يأتي بالمجهـود.. وذلـك لأنـه إذا بـذل الإنسـان أي مجهـود تـزداد طبيعيـآ سرعـة ضربـات القلـب... ويرتفـع ضغـط الـدم.. ممـا يجعـل القلـب يبـذل مجهـود أكثـر.. فيحتـاج إلـى كميـة أكبـر مـن الـدم للتغذية.. وهـو مالا تستطيـع الشراييـن التاجيـة أن تمـده بهـا حـال ضيقهـا,.. فيحـدث ألـم شديـد فـي الصـدر يجعـل المريـض يتوقف.. فتهـدأ ضربـات القلـب ويقـل الضغـط.. وبالتالي يقـل مجهـود القلـب.. فيكفيـه مـا يصـل إليـه مـن دم يغذيـه فيختفـي الألـم بعدهـا بدقائـق وهنـا يجـب علـى المريـض أن ينتبـة إلـى عوامـل الخطـورة التي أدت لضيـق الشراييـن التاجيـة المغذيـة للقلـب.. وهي أرتفـاع ضغـط الـدم.. وسرعـة نبضـات القلـب.. ومـرض السكـر.. وأرتفـاع نسبـة الكريستـرول والدهـون بالـدم. وزيـادة الوزن.. وعلـى رأسهـم التدخيـن وهنـا يتوجـب علـى المريـض آلا يسـرع بالإتجـاه إلـى القسطـرة.. أو التدخـل الجراحي.. , فمـن الجديـر بالذكـر أن العلمـاء الذيـن أخترعـوا القسطـرة أنفسهـم أوصـوا بـأن القسطـرة لابـد أن تكـون السبيـل الأخيـر للعـلاج بعـد أستنفـاذ كـل الأساليـب العلاجيـة بالأدويـة لضبـط عوامـل الخطـورة وذلـك لأنـه إذا أستطعـت بالأدويـة أن تقـلل ضربـات القلـب فـلا تزيـد عـن 60 دقـة بالدقيقـة,.. وتضبـط ضغـط الـدم فـلا يزيـد عـن 130/80... فسـوف يقـل المجهـود الـذى تبذلـه عضلـه القلـب.. وبالتالى فسيكفيهـا مـا يصـل إليهـا مـن دم حتـى ولـو كانـت الشراييـن المغذيـة لهـا ضيقة.. بـل أنهـا ستتسـع بمـرور الوقـت مـع أستخـدام الأدويـة المخفضـة للكوليستـرول.. وأدويـة ضبـط السكـر والأسبريـن لمنـع حـدوث تجلـط ووقـف التدخيـن وعلـى العكـس فإنـه إذا ارتفـع ضغـط الـدم.. وزادت ضربـات القلب.. وذلـك ما يحدث لـدى مرضـى ارتفـاع الضغـط,.. فسـوف يؤدي ذلـك إلـى زيـادة المجهـود الـذي تبذلـه عضلـه القلـب.. فلـن يكفيهـا مـا يصـل إليهـا مـن دم عبـر الشراييـن التاجيـة المغذيـة لهـا حتـى ولـو لـم تكـن ضيقـة إذن فالميـزة مـن الأدويـة أنهـا تقـوم بتقليـل مجهـود القلـب.. وبالتالي تحسـن الألـم بشكـل كبيـر.. بـل أنهـا تقـوم بتوسيـع الشراييـن علـى المـدى البعيـد,.. وعلـى العكـس فـإن الدعامـه تقـوم بتوصيـل الـدم عـن طريـق توسيـع الشريـان ولكنهـا تحمـل خطـورة أن تضيـق مـع مـرور الوقـت.. أو يتجلـط الـدم بداخلهـا.. فتسبـب إنسـداد كامـل للشريـان... بالأضافـة إلـى تكلفتهـا المرتفعة بالمقارنة بالعـلاج بالأدويـة إذن فالرسالـة النهائيـة لمريـض القلـب الـذى سيتوجـه قريبـآ لعمـل قسطـرة أو تركيـب دعامـات أو إجـراء عمليـة قلـب مفتـوح.. لتوسيع الشراييـن,.. نقـول لـه أن الأبحـاث العالميـة أثبتـت أن العـلاج الدوائي أفضـل بمراحـل مـن التدخـل الجراحي... وأقـل تكلفـة وأقـل مضاعفات.... فـلا نتجـه إليهـا إلا بعـد إستنفـاذ كـل الوسائـل العلاجيـة لضبـط عوامـل الخطـورة التـى ذكرناهـا..