إختلاف ألوانكم

إختلاف كثافة الميلانين يشكل ألوان البشر... يقول العلماء إن في أدمة الجلد خلايا عنكبوتية,.. وهي على شكل العنكبوت تمتد على جوانبها زوائد رقيقة،... يصل عدد هذه الخلايا في كلِّ بوصةٍ مربعةٍ إلى ستين ألف خلية,... ولا إختلاف في عدد الخلايا بين أبيض وأسود,... إن عدد الخلايا في الإنسان الأبيض والإنسان الملون عددٌ ثابت،.. ولكن إختلاف اللون ينجم عن إختلاف في كثافة المادة الملونة التي تسمى الميلانين ... لا يوجد فرق في هذه المادة الملونة بين إنسانٍ فاقع اللون وإنسانٍ داكن اللون إلا بما لا يزيد عن واحد غرام,... وأن هذه الخلايا تتناقص بمعدَّل عشر إلى عشرين في المئة كل عشر سنوات,... لذلك يميل جلدُّ الإنسان مع تقدُّم العمر إلى أن يصبح أكثر نصاعةً ... ما علة هذا الإختلاف ؟؟؟ الذي يعنينا حقاً أن ترسُّب هذه المادة الملونة في الخلايا العنكبوتية التي تحت أدمة الجلد.... , والتي يزيد عددها في البوصة المربعة الواحدة على ستين ألفاً،.. أي أن نسبة هذه المادة الملوِّنة تحددها المورثات في نوية الخلية,... ولكن ما هي العلاقة،.. ؟؟ وما هو تفسير أن الشعوب التي تعيش في خط الإستواء ألوانها داكنة،... ؟؟ وأن الشعوب التي تعيش في قطب الكرة الشمالي أو الجنوبي ألوانها فاقعة؟؟؟ هنا تتجلى حكمة الله عزَّ وجل ... البشرة البيضاء أكثر تضررا من البشرة السوداء من أشعة الشمس... قيل: إن من خصائص المادة الداكنة تمتصُّ الأشعة فوق البنفسجية الضارة,.. وأشعة الشمس في خطِّ الاستواء عموديةٌ وشديدةٌ وذات تأثيرٍ كبير،... لذلك تأتي هذه المادة الكثيفة في الجلد لتمتصَّ الأشعة فوق البنفسجية.. ، وتضعف أثرها السيِّء على جسم الإنسان,.. وهذه هي حكمة زيادة هذه المادة الملونة عند ساكني خط الاستواء مما يجعل جلدهم داكن اللون,.. بينما عند ساكني المناطق الباردة تقل كميتها في الأرض،.. فتبدوا ألوانهم فاقعة أو فاتحة.. ما هو المقياس الذي يعتمد عليه الإسلام في تقييم الأشخاص ؟؟؟ لنرى هذه الآية الكريمة:.. ﴿وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ﴾ [سورة الروم الآية: 22] إن اختلاف ألوان البشر أيةٌ دالةٌ على عظمة الله عزَّ وجل،.. وينبغي أن ندقق فيها،.. وأن نقف عندها،.. وأن نبحث عن السر الذي تنطوي عليه,.. إنك إن نظرت بعينك إلى وجوه الناس،.. لا ترى إنساناً له لونٌ كلون الآخرين,.. إنك لو صوَّرتهم بآلةٍ لوجدت اللون موحداً تقريباً، بينما إذا نظرت بعينك إليهم،.. لرأيت لكلَّ إنسانٍ بلونٍ خاص,.. بل إن العين البشرية .. تفرِّق بين ثمانمئة ألف لونٍ أخضر,.. إذن دقة العين تفرِّق بين دقة الدرجات في التلوين,.. يقول عليه الصلاة والسلام في الحديث الشريف: ((أَلا لا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ, وَلا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ, وَلا لأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ, وَلا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلا بِالتَّقْوَى)) [أخرجه أحمد في سننه راتب النابلسي...