على العهد يا أمي

على العهد يا أمي
يقول أحد الصالحين،
قالت لي أمي يوما عندما كنت صغيرا: هل تستطيع أن تقول كلمة حلال وتظل شفتيك مفتوحة؟
فحاولت ونجحت أن أقولها بدون أن أطبق شفتاي، صفقت لي أمي وقبلتني،
ثم قالت : هل تستطيع أن تقول كلمة حرام وتظل شفتيك مفتوحة؟
حاولت مرارا وتكراراً ولن أستطيع،
فقلت لها حزينا: لا أستطيع يا أمي ، مهما حاولت في النهاية تغلق شفتاي رغما عني !
ضحكت أمي وقالت: هذا هو الفرق بين الحلال والحرام يابني،
الحرام إغلاق وشقاء، والحلال فتح وسعادة،،
فأختر ما شئت،
إما أن تفتح لك أبواب الدنيا والآخرة، وإما أن تغلق في وجهك،
ومن يومها إذا فعلت خطأ، أطبقت أمي شفتيها وعلى وجهها حزن،
وإذا فعلت عملا صحيحا، فتحت شفتيها بابتسامة،
وكانت تقول لي:
إذا كنت تحب ان ترى إبتسامة أمك دائما، فعليك بالحلال والطيب يا بني،
كبرت وحاولت بفضل الله الا أفقد أمي ابتسامتها،الرائعة ،
وعندما ماتت أمي ودخلت لأودعها وأقبلها القبلة الأخيرة وجدتها مبتسمة مفتوحة الشفتين،،
فقلت لها: على العهد يا أمي، على الحلال الي أن ألقاك،
علموا أبنائكم لا على العيب فقط، إنما هذا حلال وهذا حرام،
هذا يرضي الله وهذا يغضب الله،
حتي ينشأ جيل يراقب الله، لا جيل يخشى الناس،،